تزامنًا مع زيارة الرئيس.. علاقات استراتيجية وتاريخية بين مصر وفرنسا
مارينا فيكتور مصر 2030تزامنًا مع انعقاد القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد"، يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في القمة التي ستعقد على مدار يومي ٢٢ و٢٣ يونيو الجاري.
وتأتي مشاركة الرئيس في هذا الحدث الهام تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ضوء العلاقات الاستراتيجية الوثيقة والمتنامية، التي تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن دور مصر الفاعل على مستوى الاقتصادات الناشئة بشكل عام، بما يساهم في تعزيز المبادرات الدولية الهادفة لدعم الدول النامية والأقل نموا، وتيسير نفاذها للسيولة اللازمة لمواجهة التداعيات الاقتصادية للعديد من التحديات العالمية المتلاحقة، خاصةً تغير المناخ وجائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وما لحقها من أزمات للطاقة والغذاء وسلاسل الإمداد، بحسب المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية.
وأكد فهمي، أن القمة ستسعى إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل صياغة الآليات المناسبة، لتوفير التمويل اللازم لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة في تلك الدول.
ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى فرنسا
أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى فرنسا لتصل إلى 1.8 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 1.1 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 61%، بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من فرنسا 2.2 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 1.8 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 19.2%.
وأشار الإحصاء، إلى ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر وفرنسا لتسجل 3.9 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 2.9 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 35%.
أهم مجموعات سلعية صدرتها مصر إلى فرنسا خلال عام 2022
1. وقود معدني وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 828.8 مليون دولار.
2. أسمدة بقيمة 325.4 مليون دولار.
3. آلات وأجهزة ومعدات كهربائية بقيمة 209.5 مليون دولار.
4. منتجات كيميائية غير عضوية بقيمة 76.8 مليون دولار.
5. لدائن ومصنوعاتها بقيمة 51.6 مليون دولار.
أهم مجموعات سلعية استوردتها مصر من فرنسا خلال عام 2022
1. حبوب بقيمة 581.9 مليون دولار.
2. منتجات الصيدلة بقيمة 297.8 مليون دولار.
3. سيارات وجرارات ودراجات بقيمة 141 مليون دولار.
4. مراجل وآلات وأجهزة وأدوات آلية بقيمة 135.2 مليون دولار.
5. منتجات كيميائية متنوعة بقيمة 110.4 مليون دولار.
وبلغت قيمة الاستثمارات الفرنسية في مصر 550.6 مليون دولار خلال العام المالي 2021 /2022 مقابل 276.2 مليون دولار خلال العام المالي 2020 /2021 بنسبة ارتفاع قدرها 99.3%.
وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بفرنسا 120 مليون دولار خلال العام المالي 2021 /2022 مقابل 126.1 مليون دولار خلال العام المالي 2020 /2021 بنسبة انخفاض قدرها 4.8 %، بينما بلغت قيمة تحويلات الفرنسيين العاملين في مصر 8.3 مليون دولار خلال العام المالي 2021 /2022 مقابل 10.7 مليون دولار خلال العام المالي 2020 /2021 بنسبة انخفاض قدرها 22.5%.
مصر وفرنسا.. علاقات استراتيجية وطيدة
تتمتع مصر وفرنسا بعلاقات قوية على عدة مستويات، فعلى المستوى السياسي تلاقت وجهات نظر القاهرة وباريس عبر حوارات ثنائية، حول عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في لبنان، والسودان، فضلًا عن البرنامج النووي الإيراني، كما أخذت الدولتان مواقف متقاربة على مستوى عدد من القضايا، وكذلك التصدي للإرهاب.
وخلال جائحة كورونا، جمعت عدة اتصالات الرئيسين المصري والفرنسي وتباحثا خلالها حول سبل التعاون المشترك إزاء أزمة فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن تناول الاتصالات للتطورات الأخيرة للملف الليبي، والتوافق حول ضرورة تحقيق التسوية السياسية للقضية.
ومن الناحية العسكرية، ترتبط القاهرة وباريس بعلاقات عسكرية قوية فهناك جزء كبير من تجهيزات القوات المسلحة المصرية، منذ منتصف السبعينيات، فرنسي الصنع مثل طائرات الميراج والألفاجيت والمروحية غازيل وأجهزة الاتصال والإشارة، كما أن هناك حوارًا دائمًا بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات، وبالنسبة إلى الجانب الفرنسي، يتطور هذا الجانب من خلال الوفد العام للتسليح DGA الذي يتبع وزارة الدفاع.
وتقوم العلاقات المصرية الفرنسية علي أسس تاريخية وحضارية وثقافية، فقد كان للبعثة العلمية التي رافقت الحملة الفرنسية علي مصر السبق في فك طلاسم حجر رشيد، وقراءة اللغة المصرية القديمة، وهو الأمر الذي أسهم في التعرف علي حضارة الفراعنة، وفهم ما تركوه من كتابات علي جدران المعابد وعلي المسلات، وشكلت بعثات الطلاب المصريين إلي فرنسا ركنًا مهمًا في بناء الدولة الحديثة في عهد محمد علي وخلفائه من الأسرة العلوية.
وحافظت مصر وفرنسا علي علاقات متميزة في العصر الحديث علي جميع المستويات ومختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها.