ماذا تعرف عن مسجد قباء بالسعودية؟
عبده حسن مصر 2030يُعد مسجد قباء أول مسجد بناه المسلمون، وأكبر مساجد المدينة بعد المسجد النبوي، واهتم المسلمون من بعده بعمارة المسجد خلال العصور الماضية، فجدده عثمان بن عفان، ثم عمر بن عبد العزيز في عهد الوليد بن عبد الملك، وتتابع الخلفاء من بعدهم على تجديده.
وكان بناء مسجد قباء عندما وصل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إلى المدينة المنوّرة مهاجراً من مكة، فكان مبرك الناقة في مسجد قباء، فاختاره موقعاً لبناء المسجد في المكان الذي بركت فيه ناقته، وكان فيه بئر للصحابي أبي أيوب الأنصاري.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من وضع حجراً في قبلته، ثم جاء أبو بكر الصديق ووضع حجراً آخر، ثم عمر بن الخطاب، فشرع الناس بعدهم في البناء.
وميز مسجد قباء عن غيره من المساجد، حيث كان يزوره النبي صلى الله عليه وسلم، كل يوم سبت ويصلي فيه، وبقيت هذه العادة عند أهل المدينة إلى يومنا هذا.
ويقع مسجد قباء في الجنوب الغربي من المدينة المنورة، على بعد خمسة كيلو مترات من المسجد النبوي الشريف، وسُمّي مسجد قباء بهذا الاسم نسبة إلى بئر قباء، الذي كان موجوداً في هذه المنطقة وسميت باسمه.
وهناك فرق بين مسجد قباء والمسجد النبوي حيث يوجد عدد من الفروقات بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء فيما يأتي ذكرها: بنى النبي -صلى الله عليه وسلّم- مسجد قباء أولاً حيث وصل إلى منطقة قباء قبل المدينة المنورة ومكث فيها أربعة أيام، ثم في اليوم الخامس غادر إلى المدينة وبنى المسجد النبوي فيها.
ويقع مسجد قباء في منطقة قباء التي تبعد عن المدينة المنورة خمسة كيلو مترات، بينما يقع المسجد النبوي داخل المدينة المنورة.
وتبلغ مساحة مسجد قباء حالياً 13500 متر مربع، بينما تبلغ مساحة المسجد النبوي 399,483 متر مربع.
تعادل الصلاة في المسجد النبوي ألف صلاة، بينما لم يُذكر مضاعفه أجر الصلاة في مسجد قباء.
وأسس مسجد قباء في المدينة المنورة من أول يوم، وكان بناؤه قبل بناء المسجد النبوي، بالإضافة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: نزلت في أهلِ قباءٍ فيهِ رجالٌ يحبُّونَ أن يتطَهروا واللَّهُ يحبُّ المطَّهِّرين، قالَ: كانوا يستَنجونَ بالماءِ فنزلت فيهم هذِه الآيةُ.
كما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما نزلت الآية الكريمة قال لأهل قباء: يا مَعشرَ الأَنصارِ، إنَّ اللَّهَ قَد أثنى عليكُم في الطُّهورِ، فما طُهورُكُم؟ قالوا: نتَوضَّأُ للصَّلاةِ، ونغتَسلُ منَ الجَنابةِ، ونَستَنجي بالماءِ، قالَ: فَهوَ ذاكَ، فعليكُموه)، ويدلّ هذا الحديث على أنّ المسجد المذكور في الآية هو مسجد قباء، وقال فريقٌ من العلماء أنّ المسجد الذي أُسّس على التقوى هو مسجد المدينة المنوّرة، واستدلوا على ذلك بالرواية عن ابن عمر -رضي الله عنه- عندما سُئل عن المسجد الذي أُسس على التقوى، فقال: مسجد المدينة.
ولزيارة مسجد قباء والصلاة فيه فضائل عديدةٌ، منها: أنّ الصلاة فيه تعدل أجر عمرةٍ، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:من تطَهَّرَ في بيتِهِ، ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ، فصلَّى فيهِ صلاةً، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ، وما روي عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "لأَن أُصلِّيَ في مسجِدِ قُباءَ رَكْعتينِ أحبُّ إليَّ من أن آتيَ بيتَ المقدسِ مرَّتينِ، لو يعلَمونَ ما في قُباءَ لضربوا أَكْبادَ الإبلِ".
ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه، من أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كان يأتي قباءَ، يعني كلَّ سبتٍ، كان يأتيه راكبًا وماشيًا.