كيف تسببت الأزمة السودانية في زيادة أعداد اللاجئين بالعالم؟
عبده حسن مصر 2030يناسب اليوم الـ20 من يونيو اليوم العالمي للاجئين، وهذا اليوم هو بمثابة تكريم للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم واللجوء لمكان آخر للاحتماء ومحاولة إيجاد ظروف معيشية مناسبة لهم.
وأقيم أول احتفال بهذا اليوم على مستوى العالم لأول مرة، في 20 يونيو 2001، بمناسبة الذكرى الخمسين على اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ.
وكان ذلك اليوم يعرف من قبل بيوم اللاجئ الإفريقي، قبل أن تخصصه الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميًا باعتباره يومًا عالمياً للاجئين حول العالم وذلك في ديسمبر 2000.
وهو يوم يوضح عزيمة وشجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم هرباً من الصراعات أو الاضطهاد.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف أبريل الماضي، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دفعت المواجهات العسكرية بمئات الآلاف من السودانيين إلى النزوح، واللجوء إلى الدول المجاورة، لحماية أنفسهم من الحرب والرصاص.
ومن بين الدول المجاورة التي لجأ إليها الكثير من السودانيين هي تشاد، والتي رغم معاناتها من أزمة اقتصادية وضائقة مالية كبير، إلا أنها استقبلت السودانيين في مخيمات شاسعة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن حوالي 110 مليون شخص اضطروا للفرار من ديارهم بسبب الصراعات أو الاضطهاد أو انتهاكات حقوقهم الإنسانية فيما جاء الصراع السوداني ليكمل على ما فعله الغزو الروسي لأوكرانيا ويفاقم أعداد اللاجئين والنازحين.
وتكمن الأزمة في أن أغلب وجهات النازحين تعاني من أزمات اقتصادية وتحتاج إلى مساعدات مثل مصر التي نزح إليها عدد كبير من السودانيين وتونس التي تعتبر ممر المهاجرين للوصول إلى أوروبا.
كما تعبر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها المتزايد حيال استغلال اللاجئين والمهاجرين كأداة من قبل الدول لتحقيق ما يبدو أنها أهداف سياسية، لأن الأشخاص ليسوا، ولا ينبغي أن يتحولوا أبداً، إلى بيادق في الألعاب الجيوسياسية.
وأضافت: "عندما تشجع الدول تدفق السكان إلى البلدان المجاورة، فإنها تتسبب بنشوء مخاطر جسيمة وتفاقم من الصدمات النفسية ومن معاناة الأشخاص المضطرين للفرار".
بالإضافة إلى أن ذلك يؤدي لتوليد تحركات إضافية محفوفة بالمخاطر إلى مناطق أخرى، مما يعرض الأشخاص لاستغلال محتمل، ويمكن لذلك أن يشكل ضغطاً على قدرات الاستقبال في الدول الأخرى ويفاقم أزمة اللاجئين، كما أن الزيادة المبلغ عنها في هذا الاتجاه في أوروبا وأماكن أخرى مثيرة جداً للقلق، فيما أكدت مصر مجددا، على أهمية تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول مستدامة لقضايا اللجوء من خلال منظور شامل يراعي التكامل بين البعدين الإنساني والتنموي.