الكوكب على موعد مع صيف ساخن بشكل استثنائي.. وهذه الدول تراهن على COP28
مارينا فيكتور مصر 2030دعا أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى مزيد من الطموح فيما يتعلق بأهداف خفض الانبعاثات، وذلك بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية المتفق عليه في اتفاقية باريس عام 2015.
وقال جوتيريش، خلال كلمته في قمة "COP28": "لا يزال كوكبنا في غرفة الطوارئ"، مشيرا إلى أنه مع فشل العديد من الدول في تحقيق أهدافها، لا يزال العالم بحاجة إلى قفزة عملاقة في طموح المناخ.
وكان قد عبر جوتيريش العام الماضي في "COP28" عن مخاوف، من درجات الحرارة القياسية في المملكة المتحدة، وحرائق الغابات في أوروبا وأستراليا، والفيضانات في باكستان، والعواصف الترابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، و"إعصار القنبلة" في أمريكا الشمالية.
وبينما يتجه العالم إلى قمة أخرى للمناخ تستضيفها دولة الإمارات في نوفمبر المقبل (COP28)، تشير التقديرات إلى أن الكوكب على موعد مع صيف ساخن بشكل استثنائي، بدأت نتائجه مبكرا، مدعومة بحلول ظاهرة "النينو" المناخية، الأمر الذي من شأنه أن يؤكد مخاوف جوتيريش مجددا، حول استمرار وجود الكوكب في غرفة الطوارئ المناخية.
وأشارت توقعات مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، في بداية هذا العام، إلى أنه سيكون العام العاشر على التوالي الذي تكون فيه درجات الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1 درجة مئوية على الأقل فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، غير أن خبراء المناخ يرون الآن أنه مرشح لأن يكون "الأسخن على الإطلاق"، بسبب اجتماع تأثيرات تغير المناخ مع تطور ظاهرة "النينو" المناخية.
وتعرف ظاهرة "النينو" بأنها نمط مناخي طبيعي يحدث في المتوسط كل مدة من سنتين إلى سبع سنوات، ويستمر من 9 أشهر إلى 12 شهرا، ويرتبط بارتفاع في درجات حرارة سطح وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، بما يخل بالأنماط المعتادة لهطول الأمطار في مناطق مختلفة حول العالم، وتطور المزيد من ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة.
وترتبط تلك الظاهرة بشكل عام بارتفاع في درجات الحرارة عالميا، غير أن تأثيرات تغير المناخ ستجعل الطقس أكثر سخونة، وبالنسبة للعديد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ترتفع درجات الحرارة بمعدل ضعف بقية العالم تقريبا، لا يمكن المبالغة في التهديد الذي يمثله عام أكثر سخونة نتيجة تحالف النينو مع تغير المناخ، كما يقول مجدي علام، مستشار مرفق البيئة العالمي، والأمير العام لاتحاد خبراء البيئة العرب.
وكانت المنطقة العربية قد شهدت مع ظاهرة "النينو" السابقة عام 2016، ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة بدولتي الكويت والعراق، أسفر عن عدة خسائر في الأرواح، كما تسببت في موجة حارة غير مسبوقة ضربت الشمال الأفريقي، وتسببت في حرائق واسعة بالغابات، لاسيما المغرب، حيث خسر ما يقرب من 1584 هكتارا من الغطاء النباتي، بالإضافة للحرائق التي اندلعت بالجزائر وتونس، وضربت فيضانات شرق مصر في العام نفسه، ألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية على طول المناطق الساحلية في منطقة سيناء والبحر الأحمر، وفق علام.
وبينما تحتاج إجراءات تخفيض الانبعاثات إلى تنسيق الجهود عالميا، وذلك من خلال زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، لتخفيض الانبعاثات، يقول أبو النجا إنه "على المستوى الوطني والمحلي، يجب ضخ مزيد من الاستثمارات في مجال (التكيف مع تغيرات المناخ)، وذلك عن طريق استخدام تقنيات الزراعة الذكية مناخيا، مثل تنويع المحاصيل، وإجراءات الحفاظ على المياه".
ويوضح أن بعض التقديرات قد أشارت إلى أن التكيف مع تغير المناخ قد يكلف البلدان النامية ما يصل إلى 340 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، ولمساعدة تلك البلدان، ولا سيما تلك المعرضة لتغير المناخ، قد تم اتخاذ قرار في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ( COP27 ) لإنشاء صندوق "الخسائر والأضرار".
ويهدف الصندوق إلى تشجيع الدول الغنية والصناعية على تعويض البلدان النامية منخفضة الانبعاثات عندما تعاني من كوارث مرتبطة بالمناخ.