«خميس عبدالله أبكر».. من المتورط في مقتل والي غرب دارفور؟

روايات عديدة تثار حول مقتل خميس عبدالله أبكر والي غرب دارفور، وذلك وسط اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقُتل خميس عبد الله أبكر، والي غرب دارفور، هذا الأسبوع بعد ساعات فقط من إجرائه مقابلة مع قناة الحدث السعودية، انتقد فيها قوات الدعم السريع ووصفها بأنها "إبادة جماعية".

وتتزايد الاتهامات حول قوات الدعم السريع السودانية باغتيال وتشويه مسؤول حكومي كبير (والي غرب دارفور)، وسط تقارير متزايدة عن عمليات قتل جماعي في منطقة دارفور المضطربة في الحرب المدمرة في البلاد.

وقالت الأمم المتحدة إن "روايات شهود العيان المقنعة تنسب هذا العمل إلى بعض الميليشيات وقوات الدعم السريع"، فيما أدانت جمعية محامي دارفور "الهمجية والوحشية والقسوة".

ودخلت حرب السودان شهرها الثالث يوم الخميس حيث بلغ عدد القتلى الآن أكثر من 2000 ، وفقًا لأحدث أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح ، والتي تغطي القتال حتى 9 يونيو، من المرجح أن تكون الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى أعلى من تلك الأرقام.

واتهم عبدالفتاح البرهان قائد قوات الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بـ "الهجوم الغادر" في دارفور، فيما نفت الدعم السريع الجماعات شبه العسكرية مسؤوليتها وقالت في بيان إنها تدين "اغتيال أبكر بدم بارد" الذي قتل بعد اختطافه من حماية قوات الدعم السريع ، وهو ما "طلب الحاكم".

وتابع بيان الدعم السريع: "إننا إذ ندين هذا التطور الخطير في الصراع بين المكونات القبلية بغرب دارفور؛ نوجه أصابع الاتهام وبشكل مباشر إلى استخبارات القوات الانقلابية (الجيش السوداني) بالتورط في إشعال الحرب القبلية في الولاية وتغذية القتال بتسليح القبائل ما أدى إلى اشتداد فتيل الأزمة على نحو متسارع".

وأضاف البيان: "قبل بدء الحرب في الخامس عشر من أبريل، عملت أذرع الانقلابيين في الاستخبارات العسكرية على تنفيذ مخطط يؤدي إلى إشعال الفتنة ونشوب حرب أهلية في دارفور وذلك بتجنيد عناصر قبلية وتوزيع الأسلحة وغيرها من الأعمال القذرة التي اعتادوا على تنفيذها طيلة الثلاثين عاماً الماضية والشواهد في ذلك كثيرة".

وينتمي أبكر إلى جماعة المساليت العرقية التي استهدفت في الأسابيع الأخيرة، قُتل العديد من قضاة المساليت والمحامين والأطباء والمدرسين وعمال الإغاثة وغيرهم من المهنيين فيما يبدو أنه جهد منهجي لقتل القادة المحتملين.

كان أبكر زعيم حركة التحالف السوداني ، وهي جماعة مسلحة في دارفور ، كانت من الدول الموقعة على اتفاق جوبا للسلام عام 2020 ، والذي جلب سلامًا هشًا إلى المنطقة.

ويأتي القتل بعد تعليق جهود الوساطة الأمريكية والسعودية عقب انهيار عدة وقف لإطلاق النار وسط انتهاكات صارخة من الجانبين.

وكانت دارفور ، إحدى ساحات القتال الرئيسية في الحرب الحالية، عانت من صراع سابق استمر عقدين من الزمن خلف مئات الآلاف من القتلى وأكثر من مليوني نازح.

وتعود أصول قوات الدعم السريع بقيادة دقلو إلى ميليشيات الجنجويد التي نشرها الزعيم المعزول عمر البشير ضد الأقليات العرقية في المنطقة في عام 2003 ، ووجه اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأُحرقت المنازل والأسواق بالكامل ، ونُهبت المستشفيات ومنشآت الإغاثة ، وأرسل أكثر من 149 ألف شخص للفرار إلى تشاد المجاورة.

وقال حزب الأمة ، وهو أحد الجماعات المدنية الرئيسية في السودان ، إن الجنينة ، عاصمة ولاية غرب دارفور ، تحولت إلى "منطقة منكوبة" ، وحث المنظمات الدولية على تقديم المساعدة.

وأفادت جمعية محامي دارفور أن "الميليشيات عبر الحدود بدعم من قوات الدعم السريع" ارتكبت "مذابح وتطهير عرقي" في الجنينة.