بعد مقتل والي غرب دارفور.. ماذا يحدث في السودان؟
عبده حسن مصر 2030دخلت الحرب داخل السودان في الشهر الثالث، ومازال طرفي الصراع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستمرون في النزاع دون الرضوخ لأي هدن إنسانية لفرض السلام في السودان.
ومساء أمس الخميس، تم قتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر بمدينة الجنينة، وذلك بعد أن اتهم والي غرب دارفور، قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، الأربعاء، بتنفيذ إبادة جماعية في الجنينة.
وبعد ساعات، قُتل أبكر بطريقة وحشية، ووجهت جماعة التحالف السوداني المسلَّحة التي كان يقودها، الاتهام لقوات الدعم السريع بقتله أثناء احتجازهم له، وبحسب وكالة رويترز يهدد مقتل أبكر الذي ينحدر من قبيلة المساليت، بتوسيع دائرة القتال في الجنينة التي أصابها القتال بالشلل فعلياً
كما دانت أطراف في السودان وخارجه، قتل قوات الدعم السريع والي غرب دارفور مع دخول النزاع في البلاد شهره الثالث، وسط دعوات لتدخل دولي في الإقليم الذي حذّرت الأمم المتحدة من وقوع جرائم ضد الإنسانية فيه.
وخرج الجيش السوداني واتهم قوات الدعم السريع بخطف خميس أبكر وقتله، في عملية أتت بعد ساعات من إدلائه بتصريحات تلفزيونية اتهم فيها هذه القوات بتدمير مدينة الجنينة.
كما قالت مصادر من الدعم السريع إنها تدين حادث قتل أبكر، مضيفة أنه جاء في إطار الصراع القبلي، واتهمت الجيش بالمسؤولية لأنه يسلح أحد طرفي النزاع، وقامت بتوجيه أصابع الاتهام إلى الاستخبارات العسكرية التي تنفذ مخططاً يؤدي إلى إشعال الفتنة ونشوب حرب أهلية في دارفور عن طريق تجنيد عناصر قبلية وتوزيع الأسلحة.
فيما حمّلت الأمم المتحدة قوّات الدعم مسؤولية العمل الشنيع، وقالت بعثة المنظمة في بيان تنسب إفادات شهود عيان مُقنعة هذا الفعل إلى الميليشيات العربيّة وقوات الدعم السريع، داعيةً إلى تقديم الجناة بسرعة إلى العدالة وإلى عدم توسيع دائرة العنف في المنطقة بشكل أكبر.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة أدانت "بأشد العبارات" ما وصفتها بانتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان و"العنف المروع" في السودان.
وقال المتحدث ماثيو ميلر في بيان إن الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص من تقارير عن أعمال عنف عرقي ترتكبها قوات الدعم السريع شبه العسكرية وجماعات مسلحة متحالفة معها في غرب دارفور.
وتسبب القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في نزوح 2.2 مليون شخص ومقتل ما لا يقل عن ألف شخص.
ومن ناحية أخرى، قال مسؤول بوزارة النفط في جنوب السودان، إن الصراع الذي أتم شهره الثاني في السودان يعطل الإمدادات لصناعة النفط في بلاده، أنه من المتوقع أن يتباطأ الإنتاج ما لم تنجح جهود السلام.
حيث تعتمد جنوب السودان اعتمادا كاملا على المصافي وخطوط الأنابيب السودانية لتصدير نفطها الخام إلى السوق العالمية، وتعول على إيرادات النفط لتمويل 85% من احتياجات ميزانيتها السنوية.
والإنتاج مستقر حالياً دون تغيير عند 170 ألف برميل يوميا، لكن القتال في الخرطوم وأماكن أخرى من السودان يقلص إمدادات المواد الكيماوية والوقود والمعدات، ولكن هناك خطر حتى لتباطؤ الإنتاج، إذا لم يهدأ الوضع.