«الصافرات».. كلمة السر بين السودانيين لحماية أنفسهم من السطو والنهب
مارينا فيكتور مصر 2030لجأ السكان في العاصمة السودانية الخرطوم، إلى تطوير وسائل أكثر فاعلية لمواجهة هذه المخاطر وتحقيق الحماية، مع تصاعد وتيرة أعمال النهب في الخرطوم.
وكانت "صافرات النجدة" أحدث الابتكارات الشعبية للتصدي للعصابات المسلحة التي أصبحت العاصمة السودانية تحت رحمتها منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي.
وبعد أن استنفذ مواطني ضاحية جبرة جنوبي الخرطوم كل خطط الحماية من إغلاق الطرق بالحجارة وغيرها، صاروا لاحقاً يستخدمون "الصافرات" إذ يقومون بإطلاقها بكثافة للتنبيه بدخول عصابات النهب إلى الحي السكني.
ويبحث السودانيون عن وسيلة سريعة للتنبيه بالمخاطر داخل حيهم السكني في ظل رداءة شبكة الاتصالات والإنترنت، فمن هنا جاءت فكرة الصافرات والتي تكون بمثابة كلمة سر لكل السكان فعندما يطلقها الشخص في مكان ما يعني أنه تعرض لهجوم من عصابات النهب أو شاهدهم يتسللوا نحوه ساعتها يركض الجميع باتجاهه.
وتعيش الخرطوم أوضاعًا مأساوية بسبب صراع أشعله تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي أطاح به السودانيون من الحكم قبل 4 سنوات.
وأعلنت حركة العدل والمساواة بالسودان، اغتيال والي ولاية غرب دارفور، خميس عبدالله أبكر، واصفة حادثة مقتله بـ"الوحشية".
وذكرت الحركة، في بيان، أن مليشيات مسلحة اقتحمت مقر إقامة والي غرب دارفور الجنرال خميس أبكر، واخطفته وذهبت به إلى جهة مجهولة ثم ظهرت مقاطع فيديو "تظهر اغتياله بوحشية وبربرية لا مثيل لها".
وأدانت الحركة بأغلظ العبارات "جريمة اختطاف الوالي واغتياله بهذه الوحشية التي لا يقرها دين ولا خلق قويم".
وتشهد الخرطوم ومدن أخرى، منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة نزوح ولجوء واسعة.
آلام الحرب
وتتكدس الجثث بالشوارع، والأوضاع الإنسانية والصحية على مشارف كارثة، وأزمة غذائية تتفاقم، وانفلات أمني هو الأسوأ في تاريخ البلاد، فضلا عن بيوت تركها ذووها ونزحوا لأماكن أكثر أمانا هربا من المعارك الضارية لتتحول إلى مدينة أشباح.
وحذرت نقابة أطباء السودان، في بيان، من أن الوضع في مدينة الجنينة بات "كارثيا والأسوأ على الإطلاق" وأن الاقتتال في الجنينة أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال ونساء.
ويحذر مراقبون من أن الأوضاع ستزداد صعوبة على السودانيين ليس فقط في "الجنينة"، بل قد تمتد إلى ولايات أخرى بعد تفشي الأمراض وضعف الاقتصاد، وفقدان السيطرة الأمنية، والأشد قسوة غياب الأمل في إنهاء هذا الصراع في وقت قريب في ظل مستفيدين يرغبون في استمرار الأزمة.
الحياة مستحيلة
جعل الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، الحياة مستحيلة ليس في العاصمة السودانية فقط، بل على عموم السودان فتهجير قرابة مليوني سوداني إلى ولايات أخرى غير مستعدة لاستقبالهم، وفي ظل غياب رعاية أممية للنازحين، يعني أننا أمام وضع مجتمعي صعب للغاية.
خراب بالجملة
وعن معاناة أهالي الجنينة، فإن هذه المدينة شهدت على مدار الآونة الأخيرة الكثير من الانتهاكات التي تصل إلى جرائم حرب، فقد تم تسليح جماعات سكانية تؤيد الجيش والدفع بها للدفاع عن المدينة، في مواجهة غير متكافئة ضد قوات الدعم السريع عالية التدريب والإمكانيات، فتهدمت البيوت وخربت المتاجر وحرقت الأسواق، وسقط العديد من الأبرياء ما بين قتيل ومصاب، وللأسف لم يتم حصرها، جراء عدم القدرة على الوصول للمستشفيات، بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
حذرت كل المنظمات الدولية قبل أشهر من تعرض 15 مليون سوداني للمجاعة وجاءت الاشتباكات بين العسكريين فزادت الأمرسوءًا.