بعد اغتيال والي غرب دارفور.. الإخوان أشعلوا فتيل الحرب والسودانيون يدفعون الثمن
مارينا فيكتور مصر 2030أوضاع مأساوية تعيشها الخرطوم وبعض المناطق المحيطة بها، بسبب صراع أشعله تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي أطاح به السودانيون من الحكم قبل 4 سنوات.
ووسط أدخنة نار الصراع الذي لا ينتهي في السودان، أعلنت حركة العدل والمساواة بالسودان، اغتيال والي ولاية غرب دارفور، خميس عبدالله أبكر، واصفة حادثة مقتله بـ"الوحشية".
وذكرت الحركة، في بيان، أن مليشيات مسلحة اقتحمت مقر إقامة والي غرب دارفور الجنرال خميس أبكر، واختطفته وذهبت به إلى جهة مجهولة ثم ظهرت مقاطع فيديو "تظهر اغتياله بوحشية وبربرية لا مثيل لها".
وأدانت الحركة بأغلظ العبارات "جريمة اختطاف الوالي واغتياله بهذه الوحشية التي لا يقرها دين ولا خلق قويم".
وتشهد الخرطوم ومدن أخرى، منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة نزوح ولجوء واسعة.
آلام الحرب
وتتكدس الجثث بالشوارع، والأوضاع الإنسانية والصحية على مشارف كارثة، وأزمة غذائية تتفاقم، وانفلات أمني هو الأسوأ في تاريخ البلاد، فضلا عن بيوت تركها ذووها ونزحوا لأماكن أكثر أمانا هربا من المعارك الضارية لتتحول إلى مدينة أشباح.
وحذرت نقابة أطباء السودان، في بيان، من أن الوضع في مدينة الجنينة بات "كارثيا والأسوأ على الإطلاق"، وأن الاقتتال في الجنينة أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال ونساء.
ويحذر مراقبون من أن الأوضاع ستزداد صعوبة على السودانيين ليس فقط في "الجنينة"، بل قد تمتد إلى ولايات أخرى بعد تفشي الأمراض وضعف الاقتصاد، وفقدان السيطرة الأمنية، والأشد قسوة غياب الأمل في إنهاء هذا الصراع في وقت قريب في ظل مستفيدين يرغبون في استمرار الأزمة.
الحياة مستحيلة
جعل الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، الحياة مستحيلة ليس في العاصمة السودانية فقط، بل على عموم السودان فتهجير قرابة مليوني سوداني إلى ولايات أخرى غير مستعدة لاستقبالهم، وفي ظل غياب رعاية أممية للنازحين، يعني أننا أمام وضع مجتمعي صعب للغاية.
خراب بالجملة
وعن معاناة أهالي الجنينة، فإن هذه المدينة شهدت على مدار الآونة الأخيرة الكثير من الانتهاكات التي تصل إلى جرائم حرب، فقد تم تسليح جماعات سكانية تؤيد الجيش والدفع بها للدفاع عن المدينة، في مواجهة غير متكافئة ضد قوات الدعم السريع عالية التدريب والإمكانيات، فتهدمت البيوت وخربت المتاجر وحرقت الأسواق، وسقط العديد من الأبرياء ما بين قتيل ومصاب، وللأسف لم يتم حصرها، جراء عدم القدرة على الوصول للمستشفيات، بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
حذرت كل المنظمات الدولية قبل أشهر من تعرض 15 مليون سوداني للمجاعة، وجاءت الاشتباكات بين العسكريين فزادت الطين بلة.
الإخوان والجريمة الكاملة
ويعتبر المستفيد الأول من هذا الصراع هم الإخوان المسلمون أو الكيزان كما يطلق عليهم الشارع السوداني، وهم من دفعوا البرهان لانقلاب 25 أكتوبر 2021، وهم مشعلو الفتنة في السودان وهم خطر على أي أمة تواجدوا فيها.
جريمتهم في السودان هي الجريمة الكاملة، إذ تولوا الحكم منذ 30 سنة، دمروا خلالها الاقتصاد والتعليم وعرضوا البلاد للحصار الاقتصادي الذي أعاد السودان إلى قرن مضى، واليوم يحرضون السودانيين على السودانيين، فقط لحجز مكان في الخارطة السياسية والاجتماعية، فإما يعودون للحكم وإما يتم تبرئتهم من كافة التهم السابقة قبل الثورة على البشير.
وتسبب الإخوان أيضا عبر سياساتهم المهددة لأمن الدول المجاورة في العقوبات الاقتصادية التي دامت لأكثر من ربع قرن، وهي محاكمات ستقوم بها أي سلطة مدنية تتولى الحكم في السودان.
حادث اغتيال والي غرب دارفور
وحول حادث اغتيال والي غرب دارفور، تحدث بيان الحركة عن عمليات قتل واسعة ونهب ممتلكات المدنيين العزل وتشريدهم على أساس الهوية والعرق وحرق القرى وتدمير المستشفيات والمؤسسات الخدمية خلال الأيام الماضية في الجنينة.
واعتبرت الحركة ما يجري في الجنينة "كارثة حقيقية وإبادة شاملة طالت المدنيين"، مشددة على أن "اغتيال الوالي وما يجري من عمليات قتل ممنهجة ضد المدنيين سيقود الولاية والإقليم بأكمله لوجهة لا تحمد عقباه".
ولم تتهم الحركة في بيانها أي جهة بالوقوف وراء اغتيال الجنرال خميس أكبر.
لكن الجيش السوداني اتهم في وقت لاحق قوات الدعم السريع بـ"اختطاف واغتيال" والي غرب دارفور خميس أبكر.
وأدان بيان للجيش ما سماه "التصرّف الغادر الذي قامت به مليشيات الدعم السريع المتمرّدة، باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر".
وشدد الجيش السوداني على أنّ الجنرال أبكر "لا علاقة له بمجريات الصراع" الدائر منذ شهرين بين الطرفين.