قتلى ونزوح جماعي.. ماذا يحدث في إقليم دارفور بالسودان؟
عبده حسن مصر 2030منذ بدء الصراع من شهرين في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويعاني إقليم دارفور من أعداد وفيات وفوضى.
ومنذ حوالي أسبوع، اشتدت المعارك بالمدينة، ما أدى إلى قُتل العشرات وأصيب عدد آخر، وتعرضت ما لا يقل عن 18 امرأة، بينهن أربع قاصرات، للاغتصاب، ويعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الغذائية ومياه الشرب وسط مخاوف من انتشار الأمراض.
وفقد أكثر من 90% من سكان الإقليم البالغ تعدادهم نحو 6 ملايين نسمة مصادر عيشهم حيث يعتمد معظمهم على الزراعة والرعي والأنشطة التجارية والخدمية اليومية.
وعلى الرغم من بدء موسم الأمطار إلا أن المزارعين لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم بسبب سوء الأوضاع الأمنية، مما أثار مخاوف من فشل الموسم الزراعي وبالتالي حدوث كارثة غذائية غير مسبوقة.
كما لجأ الآلاف إلى مدينة الفاشر عاصمة الإقليم ولكن المدينة تشهد انفلاتاً أمنياً مستمراً، وسط شح كبير في السلع الغذائية والخدمات الصحية والوقود.
وأوضح أطباء محليون مخاوفهم من خروج المستشفى الرئيسي عن الخدمة بسبب نقص الدواء والوقود وانقطاع التيار الكهربائي مما سيعرض مئات المقيمين ومرضى الكلى لمخاطر كبيرة.
فيما أعلن وزير الصحة السوداني هيثم ابراهيم، مواجهة بلاده لصعوبات في إرسال المساعدات للولايات خاصة في دارفور، والنظام الصحي بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور مأساوي ومشلول.
وقال وسطاء أمريكيون وسعوديون أن الجانبين المتحاربين في السودان اتفقوا على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة السبت الماضي، معترفين بأن المحاولات السابقة لوقف صراع يقترب الآن من شهره الثالث أثبت أنه فاشل.
كما قال الوسطاء أنه في حالة فشل الطرفين في الالتزام بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، سيضطرون إلى النظر في تأجيل المحادثات في مدينة جدة السعودية التي تم تعليقها منذ أواخر الشهر الماضي.
فيما خرج يوم السبت الماضي حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وقال إن ما يجري في مدينتي الجنينة وكتم لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي، كما حذر المدير الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإقليم دارفور السوداني توبي هارورد الخميس الماضي مما قال إنه تدهور سريع للأوضاع في مدينة الجنينة وسط غياب لسلطة الدولة والقانون.
والجدير بالذكر أنه قد تم قتل نشطاء في مجال حقوق الإنسان واستهدفت الكوادر المهنية خاصة الطبية، وحرق عدد من المنازل والمحاصيل والمقتنيات والأسواق وهدمت مستشفيات، وتم حصار مدنيون وحرموا الخروج نحو أي مدينة أخرى، حتى لو كان ذلك بغرض العلاج.
وفي مدينتي الفاشر شمالي الإقليم، ونيالا جنوبه حدثت حوادث قتل وسلب ونهب واغتصاب، وفي نيالا انتشرت عصابات متخصصة في نهب المنازل التي تركها أصحابها بسبب الحرب، وتسرق أيضا المخازن والأسواق وخزائن المؤسسات الحكومية والمنظمات الطوعية الدولية والوطنية.
كما تم توثيق ثماني هجمات ممنهجة لإحراق الممتلكات عمداً دمرت قرى في دارفور وكذلك عدة هجمات على مدارس ومساجد وغيرها من المباني العامة في مدينة الجنينة في أقصى غرب البلاد والتي شهدت هجمات عنيفة شنتها جماعات محلية وسط انقطاع للاتصالات.