كل ما تريد معرفته عن العلاقات المصرية العراقية
علي حسين مصر 2030استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بمطار القاهرة الدولي، المهندس محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، الذي يزور مصر على رأس وفد رسمي رفيع المستوى لترؤس اجتماعات الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق.
من هنا نستعرض إليكم كافة التفاصيل حول تاريخ العلاقات المصرية العراقية.
تاريخ العلاقات بين مصر والعراق
بدأت العلاقات المصرية العراقية تاريخيًا كبيرًا بين البلدين وذلك بعد استقلال البلدين من الاحتلال البريطاني أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين كانا من المؤسسين لجامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي، ثم عقد البلدان العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مثل السوق العربية المشتركة والاتفاقيات العسكرية مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ومشروع الوحدة الثلاثية.
في مايو 1959 شهدت العلاقات المصرية العراقية حالة من التوترات ذلك بين جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم.
عام 1977، بعد قطع البلدان العربية، ومنها العراق، علاقتها بمصر في أعقاب توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل.
عام 1978، استضافت بغداد قمة جامعة الدول العربية التي أدانت مصر لقبولها اتفاقيات كامپ ديڤد، إلا أن مصر قدمت دعمًا ماديًا ودبلوماسيًا قويًا للعراق أثناء حربها مع إيران مما أدى إلى دفئ العلاقات والعديد من الاتصالات بين كبار مسئولي البلدين، بالرغم من استمرار غياب التمثيل على مستوى السفراء. منذ عام 1983، دعت العراق إلى عودة "الدور الطبيعي" لمصر بين البلدان العربية. في يناير 1984، نجحت العراق في قيادة جهود عربية لإستعادة مصر عضويتها في الجامعة العربية. إلا أن العلاقات العراقية المصرية توقفت عام 1990 بعد انضمام مصر لتحالف الأمم المتحدة لإخراج العراق من الكويت.
شهدت العلاقات تحسنًا في السنوات الأخيرة، وتعتبر مصر الآن الشريك التجاري الرئيسي للعراق (سابقًا في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء).
في عصر مبارك شهدت العلاقات المصرية العراقية تحسن ولكن عندما دخلت العراق الكويت بدأت ترفض مصر هذا التدخل العسكري.
ولكن بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق سعت مصر تقديم الدعم السريع و الفوري إلي الشعب العراقي.
ولكن شهدا العلاقات المصرية العراقية ازدهار منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي سعي إلي تقديم يد العون والمساعدة إلي الشعب العراقي في الأزمات و مكافحة الارهاب.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحيدر العبادي أثناء زيارته القاهرة، يناير 2015.
في يناير 2015، قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة رسمية لمصر. خلال الزيارة التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي ناقشا خلالها العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين. ذكر أحد أعضاء الفريق الدبلوماسي المرافق للعبادي، أن السيسي وافق على المشاركة في التحالف الدولي بدور ثانوي، وليس مباشرًا، واعتذر عن عدم مشاركة قوات مصرية جوية أو برية بالحرب في العراق ضد داعش، لكنه وعد بدعم استخباري وتزويد الجيش العراقي بالذخيرة والسلاح الخفيف والمتوسط.
العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق ومصر
الميزان التجاري بين العراق ومصر يميل لصالح الجانب المصري فقد ارتفع من 800 مليون دولار عام 2015 إلى 1.650 مليار دولار خلال عام 2018، وهو أكبر رقم للتبادل التجاري منذ عام 2003.
بلغت صادرات مصر إلى العراق بلغت 311 مليون دولار بنهاية العام 2018، وبنسبة تراجع 48.8% عن العام 2017.
ارتفعت الصادرات المصرية غير البترولية ارتفعت من 577.5 مليون دولار في 2012، إلى 740.5 مليون دولار في عام 2013، بزيادة 28%، ثم ارتفعت بنسبة 7% في عام 2014، لتحقق 793 مليون دولار.
تراجعت الصادرات إلى 475.4 مليون دولار في 2015، بنسبة تراجع 40% عن العام السابق، ثم تراجعت مجددا لتهبط إلى 390.5 مليون دولار في 2016، ثم ارتفعت إلى 608 مليون دولار في 2017 بزيادة 55%، أبرز المنتجات تركزت في الأثاث بقيمة 28.9 مليون دولار، ثم الأنابيب والمواسير بقيمة 21 مليون دولار، الجبن المطبوخ بقيمة 12 مليون دولار.
جاءت واردات مصر من العراق على مدار عام 2017 جاءت مكسبات الطعم بقيمة 10 مليون دولار، والشيكولاتة ومنتجات الكاكاو 4.9 مليون دولار.
إنشاء منطقة تجارة حرة
وقعت مصر والعراق في 18 يناير 2021 البروتوكول التنفيذي لإقامة منطقة التجارة الحرة بين البلدين، وقد دخل حيز التنفيذ في 16 أغسطس 2001 ويقضي بتحرير كافة السلع المتبادلة ذات المنشأ الوطني في كلا البلدين من القيود الجمركية وغير الجمركية المفروضة عليها.
مشروع الشام الجديد
مشروع الشام الجديد هو خط بري بين مصر والأردن والعراق، تم الاتفاق عليه خلال قمة ثلاثية عقدها زعماء "مصر والأردن والعراق" في 25 أغسطس 2020، ويستهدف هذا التحالف حصول كل من مصر والأردن على النفط العراقي بأسعار منخفضة، عن طريق إنشاء خط نفط عراقي من البصرة إلى ميناء العقبة بالأردن ثم إلى مصر عبر البحر الأحمر.
و هذا المشروع يهدف إلى تصدير الكهرباء من مصر لكلًا من العراق والأردن، ولذلك تم تطوير المناطق الصناعية، إذ يعتمد هذا المشروع على الكتلة النفطية في العراق، والكتلة البشرية في مصر، والأردن باعتبارها حلقة وصل بينهما، حيث سيتم مد خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق، وصولا إلى ميناء العقبة في الأردن ومن ثم مصر.