”معركة المعلومات”.. نقطة تحول جديدة في خطة داعش بعد هجوم كركوك
مارينا فيكتور مصر 2030تحولت المعركة مع داعش في العراق من مواجهة عسكرية مباشرة إلى معركة معلومات في المقام الأول، ويلزم لقوات الأمن تطوير قدراتها في هذا الاتجاه.
وعلق خبير عسكري عراقي على الهجوم الأخير الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي في محافظة كركوك، شمال العراق، وأودى بحياة 4 من قوات الأمن، قائلا: "رسالة يائسة عبر الذئاب المنفردة".
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان لها، أمس الأحد، التحقيق في هجوم نسبته إلى تنظيم داعش في قضاء الدبس بكركوك، السبت، نفذه بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على نقطة تابعة للواء 32 بالفرقة 8 في الجيش العراقي.
وأسفر الهجوم بحسب مصادر عن مقتل 4 أشخاص، هم 3 ضباط، ومنتسب فارق الحياة بسبب جروحه البليغة.
وتوعد البيان داعش بالقول: "وليعلم عناصر عصابات داعش أن الرد سيكون عاجلا وغير متوقع وسيزلزل الأرض تحت أقدامهم العفنة".
الذئاب المنفردة ورسائل يائسة
وقال الخبير الأمني العراقي مخلد حازم الدرب، إن هذا الهجوم يعتبر محاولة إثبات وجود، وإرسال رسالة بأن داعش موجود على الأرض، وذلك رغم أنه أمنيا واستخباراتيا لم يعد كما كان سابقا.
وتابع: "يريد التنظيم أن يقول لعناصره خارج الحدود بأن الأمن غير مستتب في العراق".
وأكد: "عناصر داعش تعمل وفق اللامركزية الإدارية بخلاف السابق، والموجودون حاليا هم بقايا داعش، ومجموعات تعمل فرادى وفق استراتيجية (الذئاب المنفردة)، التي تقوم بعمليات كر وفر، حسب أحوال المكان والزمان".
وأشار إلى أن مصدر بقاء هذه المجموعات هو أنه بعد انتهاء العمليات العسكرية على داعش في 2017، تسربت عناصر من التنظيم إلى كركوك، وخاصة في أماكن وعرة في أودية الشاي والزيتون وأمن الخناجر وحوض حمرين، كملاذات لها، وتخرج منها وتنشط على فترات، بعمليات نوعية واستباقية".
وتابع بالقول: "في المجمع، نستطيع أن نقول أن هذه العمليات هي عمليات يائسة".
ولفت الخبير الأمني العراقي، إلى أن المعركة مع داعش في العراق من بعد 2017، تغيرت من معركة مواجهة مباشرة إلى معركة أمن واستخبارات، أي "معركة معلومات"، والحصول على المعلومة الاستباقية عبر المواطنين أو تكنولوجيا المعلومات يصنع الفارق.
ويتوقع الدرب أنه "ربما يكون حدث تقاعس في هذه الناحية، ما أعطى فرصة لداعش لشن هذه الهجمات في كركوك وديالي"، ويمكن معالجة ذلك "بنصب الكمائن، ومد جسور الثقة بين القوات والمواطن لتحصل على هذه المعلومات".
إضافة لذلك، ينصح بتوفير خبرات وإمكانيات تصل للمناطق الوعرة التي يتحصن فيها الإرهابيون، وتطويقها هي وحدود المحافظات الموجودة فيها بأبراج وكاميرات حرارية، ونصب كمائن في مناطق الدخول والخروج.