مع اقتراب يوم عرفة.. ماذا تعرف عن كسوة الكعبة المشرفة؟
علي حسين مصر 2030رفعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة بوكالة مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، اليوم، الجزء السفلي من كسوة الكعبة، بارتفاع 3 أمتار، استعدادا لموسم الحج المقبل.
كما أن مراسم رفع كسوة الكعبة المشرفة جرت بمشاركة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، جريًا على العادة السنوية بارتفاع ثلاثة أمتار وفق الخطة المعتمدة لموسم الحج، فيما تمت تغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريبًا من الجهات الأربع.
كسوة الكعبة
كسوة الكعبة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة، وصناعتها التي برع في صناعتها أكبر فناني العالم الإسلامي، والإبداع فيها.
فهي قطعة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن تكسى بها الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة.
ولم يتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تغيير كسوة الكعبة إلا بعد فتح مكة، فكساها هو وأبو بكر الصديق بالثياب اليمنية، ثم كساها عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان بالقباطي المصرية، وهي أثواب بيضاء، رقيقة كانت تُصنَع في مصر.
وحظيت مصر بشرف صناعة كسوة الكعبة منذ أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، حيث كتب إلى عامله في مصر لكي تحاك الكسوة بالقماش المصري المعروف باسم القباطي الذي كان يصنع في مدينة الفيوم، وقد تعددت أماكن صناعة الكسوة مع انتقال العاصمة في مصر من مدينة إلى أخرى حتى انتهى الأمر إلى مدينة القاهرة، بأن تأسست دار كسوة الكعبة بحي الخرنفش في القاهرة عام 1233هـ، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين الصورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة المشرفة داخلها، واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962 ميلادية، إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.
ففي عام 1346 هـ، 1926م أصدر الملك عبد العزيز آل سعود أمرًا ملكيًّا بتشييد مصنع أم القرى الخاص بصناعة الكسوة الشريفة، وجلب له أبرع الفنيين والعمال المهرة، وفي عام 1382هـ صدر مرسوم بتجديد المصنع، واستمر إنتاجه حتى عام 1977م، وافتتح الملك عبد العزيز مقرًّا جديدًا في أم الجود الذي يؤدي رسالته مواكبًا للتطور العلمي والفني، ويتكون المصنع من ستة أقسام، هي:
- الحزام.
- النسيج اليدوي.
- الصباغة.
- النسيج الآلي.
- الطباعة.
- الستارة الداخلية.
استبدال كسوة الكعبة
تستبدل الكعبة المشرفة ثوبها مرة واحدة كل عام فيما يتم غسلها مرتين سنويا؛ الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة.
ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين، وهذا الطيب يقدم هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
ويستهلك الثوب الواحد 670 كجم من الحرير الطبيعي، ويبلغ مسطح الثوب 658 متراً مربعاً، ويتكون من 47 طاقة قماش طول الواحدة 14 مترا بعرض 95 سنتيمترا، وتبلغ تكاليف الثوب الواحد للكعبة حوالي 17 مليون ريال سعودي، هي تكلفة الخامات وأجور العاملين والإداريين وكل ما يلزم الثوب.
ويبلغ عدد العاملين في إنتاج الكسوة 240 عاملاً وموظفا وفنيا وإداريّا، وتصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، "يا حنان يا منان".
كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتمترا، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام 47 مترا، ويتكون من 16 قطعة، كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصفا وبعرض أربعة أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام.
كما يوجد 6 قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء و11 قنديلاً موضوعة بين أضلاع الكعبة، ويبلغ طول ستارة باب الكعبة 7.5 أمتار بعرض 4 أمتار مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي، وعلى الرغم من استخدام أسلوب الميكنة فإن الإنتاج اليدوي ما زال يحظى بالإتقان والجمال الباهر حيث يتفوق في الدقة والإتقان واللمسات الفنية المرهفة والخطوط الإسلامية الرائعة.