سيناريوهات الانتخابات الليبية..
سمير غطاس: كافة السيناريوهات مطروحة ومصر على مسافة متساوية من المرشحين
شيماء الزلبانى مصر 2030هناك سيناريوهات عدة يشهدها الملف الليبي، قبل أيام من إجراء أول انتخابات رئاسية تشهدها ليبيا في تاريخها بين عددا من المرشحين، فأصحاب السيناريو الأول يرون، أن المرتزقة والمليشيات المسلحة سوف تنجح في تأجيل الانتخابات بضغوط بعض نواب البرلمان وهي الانتخابات المقرر لها 24 ديسمبر الجاري.
وفريق آخر يرى أن الانتخابات سوف تقام في موعدها .. وفوز مرشح آخر بالرئاسة من بين المشير خليفة حفتر او سيف الإسلام القذافي والثالث عبدالحميد الدبيبة ، وهي نتيجة لن تعجب خصوم الآخر السياسيين، وهو ما يعني استمرار تأثير قوة المليشيات والكيانات المسلحة علي الأرض الليبية .. والسيناريو الثالث فوز مرشح مغمور بعيدا عن أبرز الاسماء الثلاثة المرشحين.. وهو ما قد يؤدي إلي فوضي للشارع الليبي.
هذه السيناريوهات طرحناها على الخبير الاستراتيجي دكتورسميرغطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، ليجيب عليها في تصريحات خاصة لمصر 2030:
كافة السيناريوهات مطروحة حتي إنطلاق الانتخابات:
قال الدكتور سميرغطاس: بالرغم من أن المفوضية العليا للانتخابات الليبية، لم تعلن عن القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسة حتى الأن ، ومع ذلك فأن جميع الاحتمالات تبدو متسوية، وكافة السيناريوهات مطروحه مابين عقد الانتخابات في موعدها أو تأجيلها.
فهناك من يطالب بتأجيل لانتخابات لفترة قصيرة حتي ينعقد البرلمان أولا ، وهناك طرف أخر يطالب بإجراءها في الموعد المقرر لها ، وحتي إعلان القائمة النهائية باسماء مرشحي الرئاسة، ستظل كافة الاحتمالات قائمة ومطروحه .
تعقدات المشهد الليبي وراء عدم الاعلان عن القائمة النهائية للمرشحين :
ليبيا مشكلة معقدة للغاية مابين الوضع الداخلي المعقد حيث المرتزقة والمليشيات المسلحة والتي لها دور كبير في عدم الاستقرار في البلاد وأيضا لها دور كبير في عرقلة العملية الانتخابية ، من تهديدات ومنع محكمة سبها من النظر في بعض الطعون المقدمة من بعض المرشحين أبرزهم سيف الإسلام القذافي .
كما أخذت بعض القرارات في أكثر من مؤتمر ببرلين وجنيف وفي اجتماعات متتالية أخرها اجتماع لجنة" 5ّ+5" التى انعقدت في تركيا ثم سافرت إلي روسيا ، كل هذه الاجتماعات طالبت بإجلاء المرتزقة وتفكيك الميليشيات المسلحة ، ومع ذلك، تنفيذ تلك المطالب تسير ببطئ شديد.
كذلك الوضع الدولي والإقليمي تجاه الملف الليبي معقدا جدا ، فهناك أطراف إقليمية ودولية متدخله في المشهد الليبي وتحاول تحريك الأمور حسب اهوائها واتجاهاتها وأيضا للدفع بمرشحها المفضل حسب أجندتها في ليبيا .
دور الميليشيات المسلحة في عرقلة الانتخابات:
بالفعل الميليشيات المسلحة لها دور كبير في عرقلة العملية الانتخابية ، حيث خرجت جماعة بعينها أعلنت جهارا أنها ضد الانتخابات الرئاسية، ولن تسمح بعقدها في الموعد المقرر لها ، واتهمت بعض الاطراف المرشحة والتي تم قبول ترشحها بعد الطعن عليها خاصة المشير حفتر وسيف الإسلام القذافي .
وهي ضد العملية الانتخابية بالكامل، لأنها قد تفرز انتخابات تؤدي إلى نجاح المشير حفتر، أو سيف الاسلام القذافي أو الإعادة بينهما ، وهي ضد هذان المرشحان بشكل خاص .
ويمكن للميليشيات، أن تقبل العملية الانتخابية في حالة خروج حفتر والقذافي الإبن منها، وتثايرها لصالح مرشح بعينه.
الوضع في ليبيا معقد للغاية، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بدقة حول مسار العملية الانتخابية ، لأن كل مرشح وراءه من يسانده داخليا ودوليا وإقليميا.
حفتر وسيف الإسلام والدبيبة يتمتعون بدعم داخلي وخارجي:
سيف الأسلام القذافي والمشير حفتر والدبيبة وباش أغا ، من أبرز المرشحين لإنتخابات الرئاسة ، لكم هناك مرشحين أخرين يراهم البعض أو قوي بعينها داخل ليبيا ذات أهمية ويقدمون لهم الدعم اللازم للوصول للرئاسة .
لكن الدعم الداخلي وحده لم يكن كافيا لإنتصار طرف على طرف ، لأن ليبيا مقسمة لثلاث أقاليم، ومنقسمة سياسيا إلى إقليمين " إقليم الشرق وإقليم الغرب" .
حفتر لديه شعبية في إقليم الشرق وليس مقبولا في الغرب، وهناك تقارير تشير إلى تعاون بينه وبين باش أغا، ليتمكن من إختراق إقليم الغرب والفوز بدعمه.
وأيضا هناك دول إقليمية غيرت أجندتها ودعمها من حفتر للدبيبة الذى يحظي بدعم الإقليم الغربي نتيجة تواجده بالحكم وهو أيضا يتمتع بالم الدولي والأوروبي والإقليمي أيضا .
ويحظى سيف الإسلام القذافي بشعبية ودعم من طرفين أساسين هما الشباب الليبي وأنصارمعمر القذافي الرافضين للوضع الذي نتج عن إغتيال القذافي وإقصاؤه.
كما يحظي القذافي الإبن بدعم دولي وإقليمي من بعض الدول مثل الجزائر وروسيا .
وأعتقد أنه في حالة إجراء الانتخابات ، سوف تكون هناك جولة ثانية بسبب ارتفاع عدد المرشحين ل75 مرشحا وبالتالي الأصوات سوف تتفتت وستجري الجولة الثانية بين أعلى مرشحين حصلا علي أصوات .
مصر لن تتدخل مباشرة في المشهد الليبي:
مصر لن تتدخل بشكل مباشر في المشهد الليبي سواء كان ذلك أمنيا أو عسكريا لأن تدخلها سوف يشعل الموقف الداخلي لليبيا بالكامل ويزيد المشهد تعقيدا ، خاصة، وأن هذا التدخل سوف يجلب كافة الأطراف الاقليمية والدولية كل طرف سيتدل لمناصرة الطرف أو المرشح الذى يدعمه ضد الأخرين .
مصر تقف على مسافة متساوية من كافة المرشحين:
مصر متهمة من الغرب بإنحيازها للمشير حفتر ضد الأخرون ، ولكن هناك تقارير تشير إلى أن سيف الإسلام حضر للقاهرة في زيارة خاصة لم يعلن عنها ، ورئيس الوزراء الليبي أيضا زار مصر أكثر من مرة ، وهذا يعني أن مصر علي مسافة متساوية من كافة المرشحين.
وبالتالي مصر لها علاقات طيبية بأغلب المرشحين وسوف تتعامل مع أي مرشح منهم يأتي للحكم ، حتي لاتحسب على طرف بعينه ، مصر أكبر من أن تحسب على طرف أو مرشح معين .