بداية الكوارث.. مياه الفيضان تتدفق على نوفا كاخوفكا وفقدان 7 أشخاص
مارينا فيكتور مصر 2030بدأت كوارث انهيار سد كاخوفكا الأوكراني، في الظهور، إذ بدأ سكان جنوب أوكرانيا يستعدون، اليوم الأربعاء، لليوم الثاني من تدفق مياه الفيضان، حيث حذرت السلطات من استمرار تدفقها بعد تحطم سد عملاق على نهر دنيبرو.
وتوقع مسؤولون ارتفاع منسوب المياه بشكل أكبر بعد الانهيار المفاجئ لسد كاخوفكا، الثلاثاء، على بعد 70 كيلومترا إلى الشرق من مدينة خيرسون رغم تباطؤ تدفق المياه.
وخاض السكان في المياه العميقة التي غمرت منازلهم، حيث أظهرت مقاطع مصورة غصت بها وسائل التواصل الاجتماعي قيام رجال الإنقاذ بإجلاء سكان القرى التي غمرتها المياه إلى مناطق آمنة، كما أظهر تسجيل آخر المياه تملأ شوارع مدينة نوفا كاخوفسكا، الخاضعة لسيطرة روسيا، على الجانب الشرقي من النهر.
وفي المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية على الجانب الغربي، توقع أولكسندر بروكودين، رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون، في مقطع مصور أن ترتفع مستويات المياه لمتر إضافي خلال العشرين ساعة القادمة.
وقال: "تراجعت قوة الفيضان بعض الشيء؛ لكن المياه ستواصل التدفق جراء الدمار الكبير الذي لحق بالسد".
في السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع البريطانية، التي تصدر تحديثات منتظمة بشأن الحرب، إن مستوى المياه في خزان كاخوفكا بلغ معدلات قياسية قبل انهياره.
ورغم عدم انهيار السد بشكل كامل، حذرت الوزارة من أن هيكله قد يشهد مزيدا من الأضرار خلال الأيام القليلة المقبلة، ما قد يتسبب في مزيد من فيضان المياه.
ترتفع نسب المخاوف من الأثار التدميرية التي قد تلحق حادثة الانهيار الجزئي الذي شهده سد نوفا.
ومع الانهيار الجزئي الذي شهده سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون، قد تتأثر المناطق التي تقع على يمين نهر دنيبرو، وسط تساؤلات وتكهنات عن احتمالية تأثير هذا التدمير على معادلات الحرب الأوكرانية عسكريا.
الأهمية الاستراتيجية للسد
يقع السد على نهر دنيبرو، وبجانبه محطة كاخوفكا الكهرومائية، ويحتجز 18 مليون متر مكعب من المياه.
يبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 3.2 كيلومتر، قد أنجز في عام 1956.
شكل السد خلفه بحيرة بحجم مماثل تقريبًا لبحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأميركية، كما أنها تزود شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، بالمياه.
يعتبر سد كاخوفكا نقطة الضعف الكبرى في خيرسون، فتدميره سيشكل كارثة حقيقية، كما أن نسف السد سيدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم (الخاضعة للروس) أيضا.
هل استهدف السد بتفجير مباشر؟
تبادل الجانبان الروسي والأوكراني الاتهامات، حول الطرف الذي يقف وراء الحادث، في مشهد غابت عن معالمه حقيقة تعرض السد لتفجير واستهداف مباشر اليوم، أم أن الانهيار جاء نتيجة لعمليات القصف التي جاورت السد خلال فترة الحرب الأوكرانية.
قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، الثلاثاء، إن القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون.
وأضافت القيادة على صفحتها بموقع "فيسبوك": "يجري تحديد حجم الدمار وسرعة وكميات المياه والمناطق التي من المرجح أن تتعرض للغرق".
وقال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو إن الجزء العلوي من السد تدمر نتيجة قصف.
ووصف مسؤول روسي إن الحادث "هجوم إرهابي".
اتهامات متبادلة قبل الحادث
نهاية العام الماضي، في شهر أكتوبر تحديدا، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستعداد لتفجير السد، ما قد يؤدي إلى ما وصفه حينها بـ"كارثة واسعة النطاق".
وأضاف أنه إذا كان الروس يفكرون بجدية في نسف سد كاخوفكا، فهذا يعني أنهم أدركوا أنهم لن يفقدوا السيطرة على خيرسون فحسب، بل على الجنوب بأكمله بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
ليرد القائد العسكري الروسي، الجنرال سيرجي سوروفيكين، أن القوات الأوكرانية يمكن أن تخطط "لأساليب حرب محظورة" في مدينة خيرسون والسد الكهرمائي.
وأشار العديد من المعلقين الروس إلى أن المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية ستكون الأكثر تضررا إذا تم تدمير سد كاخوفكا، على الرغم من أن عشرات المجتمعات الخاضعة للسيطرة الأوكرانية ستتأثر بشدة أيضا.
هل يرفع الحادث خطر الكارثة النووية في محطة زابوريجيا؟
أيضا المعلومات المتداولة حول هذا الشأن متضاربة، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد عدم وجود تهديد مباشر لمحطة زابوريجيا النووية بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا.
فيما حذرت أوكرانيا بأن خطر كارثة نووية في محطة زابوريجيا "يزايد بسرعة" بعد انفجار السد.