رغم ”الخطابات المعادية”.. فرنسا تسعى إلى أن تبقى ”شريكًا مهمًا” في إفريقيا
مارينا فيكتور مصر 2030تسعى فرنسا دومًا إلى أن تبقى "شريكاً مهمّاً" في إفريقيا رغم "الخطابات المعادية لفرنسا"، بحسب وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا.
جاء خطاب وزيرة الخارجية الفرنسية، خلال عرضها السياسة الخارجية للبلاد في إفريقيا أمام مجلس الشيوخ، مساء الثلاثاء.
ومن المقرّر أن يتضاعف عدد سكان إفريقيا، الذين يبلغ عددهم 1,1 مليار نسمة، بحلول العام 2050، وفقا للأمم المتحدة، فقد شكّل الشباب الإفريقي تحدّيا بالنسبة لفرنسا.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية، إنّ هذا التحدّي يتمثّل في أن "نجدّد أنفسنا، وأن نغيّر طريقتنا في القيام بالأشياء"، مشيرة إلى أنّ باريس استمعت إلى رسالة الشباب.
وأشارت الوزيرة إلى رغبة فرنسا في "بناء علاقة جديدة ومتوازنة ومتبادلة" مع الدول الأفريقية، قائلة: "بهذه الطريقة ستبقى فرنسا شريكا قريبا ومهمّا في هذه القارة المدعوّة إلى شغل موقع مركزي للغاية في موازين عالم الغد".
وتابعت: "نرغب في بناء علاقة جديدة ومتوازنة ومتبادلة مع الدول الإفريقية، وبهذه الطريقة ستبقى فرنسا شريكاً قريباً ومهمّاً في هذه القارة المدعوّة إلى شغل موقع مركزي للغاية في موازين عالم الغد".
وبخصوص "نشر الخطاب المناهض لفرنسا في بعض البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية"، قالت كاترين إنّ هذه الخطابات "هي جزء مرتبط بإرث التاريخ، وجزئيا بإحباطات الشباب، وجزئياً أيضاً بشركات معادية، وخصوصاً من روسيا".
وتقع أفريقيا في قلب الصراعات الدولية على النفوذ، التي تكثّفت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وضاعفت موسكو في السنوات الأخيرة مبادراتها في القارة، بهدف الظهور كبديل للقوى الاستعمارية السابقة.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية أمام أعضاء مجلس الشيوخ: "ليس هناك ما هو أكثر خطأ، ومنذ فترة طويلة" من التفكير في أنّ العلاقات بين فرنسا وشركائها الأفارقة "تسير من دون عراقيل"، في عالم "دائماً أكثر تنافسية".
وأضافت: "مع مشاركة القارة المتزايدة في الاقتصاد العالمي، فإنّ هناك أسواقاً لتعزيزها أو الاستثمار فيها من قبل شركاتنا".
وتعدّ فرنسا ثاني أكبر مستثمر أجنبي في القارة الإفريقية بعد الصين، وفي غضون 15 عاما، تضاعف عدد الشركات التابعة لشركات فرنسية في القارة، وكذلك الاستثمارات، حسب ما أوضحت كولونا.
من جانبه، أشار وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إلى أنّ البلدان الأفريقية "قرّرت بمرور الوقت تنويع شراكاتها والمنافسة"، بما في ذلك في مجال الدفاع.
وقال: "إنّ ذلك يشكّل تحدّيا يتمثّل في أن نكون أكثر جاذبية للشركاء السابقين الذين تربطنا بهم علاقات مؤثّرة".
وقررت البلدان الإفريقية بمرور الوقت تنويع شراكاتها بما في ذلك في مجال الدفاع.