معارك عنيفة ومتواصلة.. آخر تطورات الأوضاع في السودان
مارينا فيكتور مصر 2030وسط تعثر مفاوضات طرفي الصراع، تُشرق شمس يوم جديد على السودان بدون أي بوادر للسلام.
وخلال اليوم لم تكف المدافع، التي تودي بحياة العيد و تزيد نزوح سكان العاصمة الخرطوم، التي تسافر في أنحاء وخارج البلاد.
واندلعت صباح اليوم في الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أسفر عن إلحاق أضرار في عدد من المنازل.
وأفاد شهود عيان أن عددا من المنازل في أحياء جنوبي الخرطوم ومنطقة الحاج يوسف جوار مستشفى "البان جديد"، تضررت بشكل جزئي إثر إصابتها بقذائف مدفعية.
قتال عنيف
وأكد مواطنون أن مناطق عديدة في الخرطوم وبحري وأم درمان شهدت قتالا عنيفا، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان فوق سماء تلك المناطق.
وفي ظل احتدام المعارك وشراستها بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" داخل الأحياء السكنية وصفوف المدنيين تكررت الدعوات من الوساطة وقيادات الدولة والقوى السياسية بضرورة انسحاب القوات من المناطق السكنية.
وشدد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار إير على ضرورة انسحاب القوات من المناطق السكنية في العاصمة الخرطوم.
جاءت دعوة عقار في أعقاب انهيار منازل بشكل كلي وجزئي، إثر سقوط شظايا داخل الأحياء السكنية بمدن الخرطوم وبحري وأم درمان.
ورحب عقار في تصريحاته بالمفاوضات الجديدة من أجل تمديد الهدنة، لكنه أكد أن أي هدنة لن تستمر طالما الخرطوم مليئة بالمليشيات.
وتعتبر الغالبية العظمى من القوات الموجودة في العاصمة الخرطوم من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" و"كتائب الظل" التابعة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير.
معاناة متصاعدة
واشتد القتال في عدة مناطق بالخرطوم بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار التي كانت بدأت في 22 مايو وانتهت مساء السبت.
وأعلنت قوى "الحرية والتغيير" بالسودان إرسالها خطابات إلى 5 دول مجاورة للبلاد، ناشدتها فيها بتسريع إجراءات دخول اللاجئين السودانيين المتكدسين أمام الحدود المشتركة.
وقالت "الحرية والتغيير"، في بيان أمس الأحد، إنها أرسلت خطابات لوزراء خارجية دول الجوار، مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، توجهت فيها بالشكر "على استقبالها السودانيين الذين نزحوا من جحيم الحرب عبر حدودهم البرية مع السودان".
وأضافت أنها طالبت في تلك الخطابات بـ"تسهيل وتسريع إجراءات الدخول لتفادي المصاعب الإنسانية التي تواجه الأعداد الكبيرة من السودانيين المتكدسين أمام مراكز عبور الحدود المشتركة، ومن بينهم أطفال ونساء ومرضى وكبار سن".
وشددت على أن أهمية هذه القضية ضمن قضايا أخرى تتصل بالمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني على إثر الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع المتواصل منذ 15 أبريل الماضي.
وفي 24 مايو الماضي أعلن المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في تغريدة، "فرار أكثر من 300 ألف شخص من السودان إلى البلدان المجاورة".
وذكّرت الأمم المتحدة بتقرير نشرته في نفس الشهر، يشير إلى أن "نحو 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف سكان السودان بحاجة للمساعدات الإنسانية".
والأربعاء، أعلن الجيش السوداني تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب ما قال إنه "عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات".