حرب أهلية وتوترات عرقية وسقوط العاصمة.. مستقبل غامض ينتظر آبي أحمد
شيماء الزلبانى مصر 2030لم ينجح آبي أحمد، رئيس الحكومة الإثيوبية، في حسم معركته مع جبهة تحرير تيجراي حتى الأن، ولم تنجح الامدادت العسكرية المرسلة من بعض الدول للحكومة في إحداث تغيرات جدية بمشهد الحرب الداخلية، حيث قٌبل إعلان الجيش ، إستعادة بعض المناطق من الجبهة، ومنع تقدمها إلى العاصمة أديس أبابا بالتكذيب من قادة قوات تحرير تيجراي.
إمدادات عسكرية وغياب إعلامي:
قال أحمد عسكر، الباحث بالشؤن الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن العديد من التقارير الدولية أشارت إلى أن إثيوبيا تلقت بعض الدعم العسكري من بعض الأطراف الإقليمية والدولية مثل " طائرات الدرونز بدون طيار"، وبعض الأسلحة" ، إلا أن الوضع العسكري على الأرض ربما لا يشير بعد إلى تغير ميزان القوة لصالح قوات آبي أحمد على حساب قوات دفاع تيجراي، لأننا لم نشهد تراجعًا لقوات دفاع تيجراي إلى حدود إقليم تيجراي شمالي البلاد، وتأكيد قادة قوات تيجراي على أن الحديث عن تقدم قوات آبي أحمد غير صحيح وأنها بمثابة مسرحية هزلية.
كما أن إصدار حكومة آبي أحمد مؤخرًا قرارًا بعدم تغطية الإعلام الخاص للصراع، وأن تكون الحكومة الإثيوبية هي المنوط بها وحدها إصدار التقارير الإعلامية حول تطورات الأوضاع في الحرب الإثيوبية الدائرة تضع تصريحاتها محل شك طوال الوقت، فضلًا عن غياب تغطية الإعلام الدولي لما يدور في الداخل الإثيوبي مما يعني غياب الحيادية في التناول والمعلومات الصحيحة.
تيجراي تعلن إعادة ترتيب أوضاعها والأورومو على مشارف العاصمة:
لم تنكر جبهة تحرير تيجراي الضغط الواقع عليها وفقدان السيطرة عن بعض المدن بحجة إعادة ترتيب أوضاعها العسكرية والميدانية واستراتيجيتها في الصراع الدائر.
ويؤكد عسكر، أن المرحلة الأولى من الحرب الإثيوبية قد شهدت تراجعًا لجبهة تحرير تيجراي قبل استعادة سيطرتها على زمام الأمور وتحقيق تقدم استراتيجي على الأرض.
وبالتالي يظل هذا الأمر محل شك خاصة أن هناك تطورًا بارزًا يتمثل في إعلان جيش تحرير أورومو اقترابه من العاصمة أديس أبابا وهو المتحالف مع جبهة تحرير تيجراي، مما يعني أن قوات دفاع تيجراي تسير نحو تحقيق هدفها وهو السيطرة على مركز القرار أي العاصمة أديس أبابا.
إضطرابات وتوترات عرقية تنتظرإثيوبيا:
أكد الباحث في الشؤون الإفريقية ، أن كل السيناريوهات مفتوحة فيما يتعلق بمستقبل الصراع في إثيوبيا، فقد ينتصر آبي أحمد أو تنتصر جبهة تيجراي، إلا أن المؤكد أن إثيوبيا سوف تشهد مرحلة جديدة من الاضطرابات والتوترات السياسية والأمنية والعرقية قد تستمرلسنوات.
خاصة في ظل حالة الاستقطاب السياسي بين كافة الأطراف المعنية والقوميات العرقية في البلاد، والتي يلعب فيها الميراث التاريخي وطبيعة العلاقات التاريخية بين تلك الكيانات دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل الدولة الإثيوبية.
إنتصار آبي أحمد يعيد ترتيب أجندته السياسية:
ويرى أحمد عسكر،أن خروج آبي أحمد منتصرًا في هذه الحرب سوف يعزز سلطته في البلاد، ويحكم سيطرته على الحكم لسنوات طويلة قادمة، فضلًا عن تعزيز تحالفاته الداخلية والإقليمية في المنطقة، وإعادة تشكيل علاقاته مع المجتمع الدولي خلال الفترة المقبلة، وقد يشهد موقفه من بعض القضايا الإقليمية موقفًا أكثر تعنتًّا من ذي قبل لا سيما قضية سد النهضة مع مصر.