قبل جلسة المباحثات الثنائية.. ماذا تحمل زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني لمصر؟
استمرارا لجهود مصر على كافة أوجه الدعم للمساهمة فى تنمية الاقتصاد الفلسطينى، وصل رئيس الوزراء الفلسطينى محمد إشتية إلى القاهرة يوم الإثنين الماضى، على رأس وفد وزارى فى زيارة تستغرق ثلاثة أيام يجرى خلالها مباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفلسطين.
وتبدأ بعد قليل، جلسة مباحثات ثنائية بين الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد أشتية، رئيس وزراء فلسطين، لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين ويعقبها مؤتمر صحفى لرئيسى وزراء البلدين.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قد استقبل بمطار القاهرة الدولى، مساء أول أمس الدكتور محمد أشتية، رئيس وزراء فلسطين، الذى يزور مصر على رأس وفد رسمى رفيع المستوى يضم وزراء: الخارجية والمغتربين، والداخلية، والاقتصاد الوطنى، والأوقاف والشئون الدينية، والصحة، والزراعة، والأشغال العامة والإسكان، والتعليم العالى والبحث العلمى، والنقل والمواصلات، ورئيس سلطة الطاقة.
وأقيمت مراسم استقبال رسمية لرئيس الوزراء الفلسطينى، والوفد المرافق له، وذلك بحضور الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف الفلسطينى.
وقال محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطينى، إن هناك حاجة لوجود برنامج سياسى للاتفاق عليه، يكون مبنيا على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة ومتواصلة الأطراف والقابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين، وكل الفصائل ومكونات الشعب الفلسطينى متفقة على هذا الموضوع.
وأضاف «أشتية»، أن هناك حاجة أيضا على الاتفاق على برنامج نضالى، فلا أحد يصنع السلام فى فلسطين منفردا ولا أحد يصنع الحرب منفردا، لذلك يجب الاتفاق على برنامج نضالى لا يضع فلسطين فى مواجهة العالم.
وتابع: «نحن فى حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية ومعظم الفصائل متفقين على أن نذهب لمقاومة شعبية تكون هى فى مواجهة الاحتلال لكى نجعل من هذا الاحتلال مكلفا».
وأوضح أن هناك حاجة لحوار جاد وحقيقى، والرئيس أبومازن دعى لحوار وطنى شامل، وهذه الدعوة لاقت قبولا من الأطراف، ولكن نحتاج إلى إجراء العمل على تفعيل هذه الدعوة لكى يبدأ الحوار الوطنى الفلسطينى، وهذا الحوار ترجم إلى اتفاق الجزائر، وأجريت هناك لقاءات ثنائية، وهناك دعوة من روسيا مؤخرا لاستضافة الفصائل الفلسطينية.
قال محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطينى، إن هناك ديناميكية جديدة فى الإقليم، فهناك مصالحة سعودية إيرانية، ومصالحة مصرية إيرانية، وعودة سوريا للحضن العربى، وهناك تحرك فى لبنان لإنهاء ملف الرئاسة خلال الأشهر المقبلة، وهناك حالة فى السودان نتج عنها 159 ألف لاجئ جديد.
وأضاف أن هناك سؤالا يدور الآن أين تقع فلسطين فى هذا المشهد؟، موضحا أن القيادة الفلسطينية على كامل التواصل مع الشقيقة الكبرى مصر، والرئيس أبومازن زار السعودية مرتين، وعلى تواصل مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك الأردن والقيادات العربية وغيرها.
وأشار إلى أننا نرغب فى أن تتموضع فلسطين ضمن الديناميكيات الجديدة التى ستخلق فى المنطقة، لأن الشرق الأوسط اليوم شيء وغدا سيكون شيء آخر، لذا يجب أن يكون هناك تشابك فى المصالح بين دولنا وشعوبنا بما يضمن لنا المقعد المريح فى الإقليم المتغير الذى يقف على رمال متحركة فى الشرق الأوسط.
زيارته للقاهرة
وحول زيارته للقاهرة، قال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد أشتية، إن زيارته للقاهرة جاءت بناء على دعوة من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، مضيفا أن زيارته تهدف إلى تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين والتعاون الثنائى.
وأضاف أن هناك آفاق للتعاون فى قضايا التعليم الجامعى الفلسطينى، وقضايا متعلقة بالتجارة والصحة وإعادة الإعمار وحركة التجار والتنقل، والتشاور السياسى.
وأكد أن هناك توجيه رئاسى مصرى فلسطينى، بأن لا يبقى اللقاء مقتصر على الرئيسين فقط، ولكن يكون بين حكومة وحكومة وبين وزراء ووزراء، منوها أن مصر استقبلت الوفد المصاحب له بما يليق بفلسطين وبما يبرهن أنها أولوية بالنسبة لمصر مثل السودان وليبيا.
ولفت إلى أنه يبحث استمرار التنسيق الدائم بين مصر وفلسطين القضايا المتعلقة بقطاع غزة، وكذلك الشأن الوطنى الفلسطينى، موضحا أنه يتم توقيع عددا من الاتفاقيات خلال زيارته لمصر.
وأشار إلى أنه حريص على نقل الطريق الذى تذهب إليه القضية الفلسطينية للقيادة المصرية وللوزراء المصريين أولا بأول، مشيدا بالاستقبال والحفاوة التى قدمت للوفد الفلسطينى الموجود حاليا بمصر.
ووجه الشكر لمصر والشعب المصرى، قائلا: «شكرا لكل مصرى اللى بعرف انه فلسطين تعيش فى قلب كل مصرى ورجل دين وأستاذ جامعى وكل إنسان شريف فى القوات المسلحة المصرية، مثل ما تعيش مصر فى قلب كل فلسطيني».
