بعد فوز أردوغان بالرئاسة.. كيف ستتأثر سياسة تركيا الخارجية؟
مارينا فيكتور مصر 2030يتساءل البعض عن التأثير الذى سيطرأ على السياسة الخارجية لأنقرة بعد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا للبلاد، يوم الأحد الماضى.
وكانت قد شهد الأحد، جولة إعادة وسباق انتخابى شهد انقساما وتنافسا محتدما، فى مشهد كان هو الأهم فى تاريخ تركيا الحديث.
وذكر موقع "المونيتور" الإخبارى الأمريكى، أن فترة أردوغان (69 عاما) الجديدة تحمل فى طياتها العديد من التحديات فى ما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وأوضح أن رغبة الرئيس التركى فى "بناء إرث كقائد وطنى غير حزبى" تتطلب منه الحفاظ على فكرة "تركيا القوية" فى السياسة الخارجية والعمل على تعزيزها.
وأشار الموقع، إلى أن "التطبيع" مع سوريا يعد أصعب ملف يستدعى قرارات جذرية، حيث كانت عودة اللاجئين السوريين - سواء قسرا أو طوعا – من أهم القضايا فى مسار حملة أردوغان الانتخابية.
وقال "المونيتور" إن أى تقدم سيشهده هذا الملف لن يعتمد فقط على المصالحة مع دمشق، ولكن أيضا على توفير أماكن المعيشة للعائدين.
وأضاف أنه "لا يمكن لاتفاق تركى-سورى وحده أن يمهد الطريق لإعادة الإعمار"، منوها إلى أنه "يجب التغلب أيضا على اعتراضات الولايات المتحدة وأوروبا".
وكانت تركيا وسوريا اتفقتا على مواصلة الحوار نحو التطبيع. ومع ذلك، أكدت سوريا مرارا أن انسحاب القوات التركية من البلاد شرط مسبق لأى لقاء بين رئيسى البلدين.
ورأى الموقع أنه من غير المرجح أن يقرر أردوغان الانسحاب من سوريا "دون القضاء على إدارة الحكم الذاتى" فى الشمال بقيادة الجماعات الكردية التى تعتبرها أنقرة إرهابية.
وقال التقرير إنه بينما لا يزال الدعم الأمريكى لـ"قوات سوريا الديموقراطية" التى يقودها الأكراد مصدر إزعاج فى العلاقات مع واشنطن، يتعين على أنقرة الآن أن تأخذ فى الحسبان عاملا مهما آخر؛ وهو "بدء العالم العربى فى إعادة بناء العلاقات مع دمشق والسعى إلى إنهاء الوجود العسكرى التركى، وكبح نفوذ إيران فى سوريا".
ماذا يعنى فوز أردوغان لسياسة تركيا الخارجية؟
وأضاف التقرير أن إعادة الانخراط العربى مع سوريا يمكن أن تقوى موقف الأخيرة فى محادثات التطبيع مع أنقرة، حيث يعتقد بعض المحللين أن أردوغان سيبدو مجبرا على إبداء بعض المرونة والتنوع وتنحية مواقفه الشخصية جانبا.
كما رأى "المونيتور" أن عضوية أنقرة فى الاتحاد الأوروبى باتت احتمالا بعيدا للغاية، قائلا إن إحياء المحادثات فى هذا الشأن "سيتطلب معجزة إعادة أردوغان للضوابط والتوازنات وسيادة القانون والمعايير الديموقراطية".
ومع ذلك، قال الموقع إن سياسة أردوغان تهدف إلى أن تستغل تركيا أفضل ما فى موقعها داخل حلف شمال الأطلسى (الناتو) والشراكة مع الاتحاد الأوروبى، رغم الخلافات المتكررة بين الرئيس التركى وشركائه الغربيين.
وأضاف أن أردوغان لن ينفصل عن سياسة "اللعبة المزدوجة" التى مارسها بين روسيا والغرب.