ما هي خطورة «الدهون غير المشبعة»؟
عبده حسن مصر 2030تعتبر الدهون غير المشبعة من مسببات الوفاة بأمراض القلب التاجية بالرغم من فوائدها البسيطة، وخلال الساعات الماضية أكد وزير الصحة والسكان، على التزامات الدولة المصرية بوضع صحة القلب والأوعية الدموية أولوية في برامجها الصحية، كما تعمل مصر مؤخرًا على سياسة تحظر الدهون المتحولة، التي تعد سبباً رئيسياً لأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُعد حوالي 8.39 % من وفيات أمراض القلب التاجية، ترجع لأسباب تتعلق بتناول الدهون غير المشبعة، الأمر الذي يتطلب التدخل بكفاءة وتنفيذ رؤية الحكومة التي تضع الصحة على رأس أولويات الدولة، وتبنت الدولة المصرية سياسة لخلو إمداداتها الغذائية من الدهون المتحولة المنتجة صناعيًا بحلول أكتوبر 2023، ما سيجعل مصر الدولة الـ49 التي تنضم إلى برنامج منظمة الصحة العالمية، لتخليص العالم من هذه المادة التي تهدد بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والموت.
ما هي؟
يُطلق على الدهون غير المشبعة، الدهون المتحولة، أو الأحماض الدهنية الغير مشبعة، والدهون الغير مشبعة لها اشكال عديدة، على عكس الدهون المشبعة، التي ليس لديها روابط مزدوجة، اما الدهون الغير مشبعة لها رابطة ثنائية واحدة على الاقل في تركيبها الكيميائي.
وتعتبر الدهون الغير مشبعة الطبيعية جزءاً من النظام الغذائي للانسان وذلك تحديداً منذ أن بدأنا تناول اللحوم ومنتجات الألبان من الحيوانات المجترة مثل الأبقار والأغنام والماعز ، والمعروف أيضًا عن الدهون غير المشبعة المجترة، أنها طبيعية تمامًا، وتقوم بتشكيل البكتيريا في معدة الحيوان اثناء هضم العشب.
وهذه الدهون الغير مشبعة عادة ما تصل ما بين 2 - 5٪ من الدهون في منتجات الحليب وما بين 3 - 9٪ من الدهون في لحوم البقر والضان، فمع هذه النسب لا داعي للقلق من تناول الألبان واللحوم، وأثبتت العديد من الدراسات أن تناول كميات معتدلة من الدهون الغير مشبعة المجترة لا يبدو ضارًا.
ويتم إنشاء هذه الدهون ببساطة عن طريق ضخ جزيئات الهيدروجين إلى الزيوت النباتية، مما يغير التركيبة الكيميائية ويحولها من الحالة السائلة إلى الصلبة، فتنطوي هذه العملية علي ارتفاع غاز الهيدروجين، لكي يعطي حافزًا للمعادن.
كما كانت هناك العديد من التجارب والدراسات حول الدهون الغير مشبعة، حيث تم تغذية العديد من الأشخاص بالدهون الغير مشبعة، وخاصة الدهون الصناعية من الزيوت النباتية المهدرجة وذلك بدلًا من الدهون أو الكربوهيدرات الأخرى، وتم تقييم الآثار الصحية من خلال النظر في العوامل المعروفة التي تسبب خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل الكوليسترول أوالبروتينات الدهنية التي تحمل الكوليسترول حولها، فوجدوا أن استبدال الكربوهيدرات بالدهون الغير مشبعة يزيد بشكل ملحوظ الكوليسترول السئ ويعمل على انخفاض الكوليسترول الجيد، بالرغم من أن معظم الدهون الاخرى تميل إلى زيادة الكوليسترول الجيد.
بالإضافة إلى وجود دراسة كبيرة لأكثر من 80 الف سيدة، أن السيدات اللاتي تناولن الدهون الغير مشبعة لديهم خطر أعلى بنسبة 40٪ للإصابة بمرض السكري من النوع 2.
ووجدت العديد من الدراسات التي تم تطبيقها على الحيوانات أن تناول كميات كبيرة من الدهون الغير مشبعة قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على مستويات الأنسولين والجلوكوز ووظيفتهم، وكان من أبرز هذه الدراسات دراسة أقيمت من 6 سنوات على القرود والتي وجدت ان اتباع نظام غذائي يوجد به الدهون الغير مشبعة بنسبة عالية، قد يسبب مقاومة الانسولين، ومرض السمنة خاصة في منطقة البطن وارتفاع نسبة السكر في الدم.
كيفية تجنب الدهون الغير مشبعة؟
على الرغم من التحسينات الكبيرة التي قاموا بها لتجنب هذا النوع من الدهون في السنوات الأخيرة، إلا أن الدهون المتحولة لا تزال موجودة في العديد من الأطعمة المصنعة، لذلك يجب عليك التأكد من أنك تتجنب الدهون الغير مشبعة تمامًا، لذا عليك بقراءة الملصقات على الأطعمة، ولا تأكل الاطعمة التي تحتوي على عبارات مثل المهدرجة أو المهدرجة جزئيًا المكتوبة على لائحة المكونات.
وحتي مع قراءة العلامات سيكون هذا مع الأسف غير كافي، فهناك بعض الأطعمة المصنعة مثل الزيوت النباتية العادية يمكن أن تحتوي على الدهون الغير مشبعة، دون أي إشارة على قائمة التسمية أو حتي قائمة المكونات، فمن أجل تجنب الدهون الغير مشبعة، سيكون أفضل شيء هو القضاء على الأغذية المصنعة من النظام الغذائي الخاص بك، فيمكنك أن تختار الزبدة بدلا من السمن، وزيت الزيتون أو زيت جوز الهند بدلا من الزيوت النباتية الضارة.