24 نوفمبر 2024 06:42 22 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
مشروعات مصر

التحالف الأمريكي الفائز يبدأ رحلة جديدة معه باستثمارات 3.5 مليار جنيه

«مجمع التحرير».. خطة تطوير قلب القاهرة الكبرى بعد 67 عامًا

مجمع التحرير
مجمع التحرير

نجحت الدولة بتنفيذ خطط إعادة تنمية «الجمهورية الجديدة»، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تحقيق إنجازات غير مسبوقة، من خلال إقامة مشروعات قومية مميزة.

وفي هذا الصدد، تسعى الحكومة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإعادة تأهيل «مجمع التحرير» الذي يعد قلب القاهرة الكبرى، وتطويره ليصبح مصدر دخل إضافي للدولة.

تاريخ ونشأة مجمع التحرير..«مجمع الحكومة سابقًا»

من منا لا يعرف مجمع التحرير، ذلك المبني الضخم الذي يقع في قلب القاهرة الكبرى، فإذا نظرت له وأنت أمام جامع عمر مكرم، سيبدو لك، كمقدمة سفينة على قدر كبير من الفخامة والجمال، شكله الجمالي مميز وخطوطها الجانبية رائعة، فإذا نظرت له أيضًا من جانب شارع الشيخ ريحان، سترى ما يشبه جزءًا من دائرة، قمتها زاحفة نحوك، بشكل مميز لغاية، أما إذا اتجهت في منتصف الميدان، لتراه فإنه سيبدو كهيئة قوس القزح البديع.

هذا المجمع الضخم ترجع نشأته حينما كان مجرد أرض تضم ثكنات عسكرية إنجليزية منتشرة بكل مكان وسط ميدان من أهم ميادين مصر «التحرير»، لتفرض سيطرتها على القاهرة شرقًا وغربًا، حتى جاء وقت «جلاء الإنجليز» عن منطقة قصر النيل في مارس 1947، ليُقرر حاكم البلاد وقتها بضرورة استغلال هذه المنطقة، التي كانت معروفة حينها بمسمى «ميدان الإسماعيلية»، من أجل تنفيذ وبناء كيان حكومي ضخم.

وكان الهدف من بناء هذا المجمع الضخم هو تقليل حجم نفقات استئجار العقارات الحكومية وإعجابًا بفكرة «الشباك الواحد»، من أجل توفير الخدمات للمواطنين في منطقة واحدة، ليُصبح مصدر وفير للمصريين بدلاً من استئجار عقارات متنوعة للحكومة، ولكي يكون مكانًا شاملًا لجميع المصالح الحكومية.

ومن هنا تم إنشاء «مجمع الحكومة» الذي غُير اسمه فيما بعد لـ«مجمع التحرير»، ففي مطلع عام 1948، ومع تسلم المهندس محمد كمال إسماعيل إدارة مصلحة المباني الأميرية، بدأ تصميم هذا المجمع ليكون تابعًا للدولة المصرية ويضم المصالح حكومية، وبدخول عام 1949 أصدر الملك فاروق الأول، قرارًا بموافقته على إنشاء هذا المبنى الإداري الضخم، الذي اشتمل بعد ذلك على أماكن مخصصة لكل الخدمات التي تمكن المواطنين من تخليص أوراقهم من مختلف الهيئات الحكومية.

ومنذ افتتاح هذا المبنى الضخم عام1951 ، وأصبح تحفة تاريخية تجملت بها قلب القاهرة الكبرى، وحكى عنها الكثيرون، لعل أبرزهم حينها، الكاتب أحمد فرهود عندما وصفه بمجمع الوجهاء، واصفًا براعة تصميمه وجمال جدرانه.

هذا وكانت صحيفة الأهرام قد كشفت بالتفاصيل الكاملة عن تحول مبنى مجمع التحرير إلى «مَعلَم جغرافي»، وذلك في 18 ديسمبر 2015 ، إذا أشارت في تقرير لها إلى أن هذا المبنى الضخم برع الخبراء في تحويلة إلى معلم جغرافي «حيث حدد موقع وشكل المجمع كمركز ثقل في المكان ملامح ميدان التحرير والشوارع المحيطة»، إلى جانب أنه معلم هندسي بارع بخلاف الارتفاع وعدد الحجرات، فقد تم بناؤه على شكل قوس وجعل له فناء داخلياً كالقصور القديمة التي تتميز بها العمارة الإسلامية، منوهة بأنه معلم اجتماعي أيضًا «فمنذ الخمسينيات حتى الآن توافد إليه الشعب المصري من كل مكان لقضاء مصلحة ما».

تصميم مجمع التحرير التاريخي على يد «شيخ المعماريين»

تم تصميم هذا المجمع الضخم بإبداع ليس له مثيل من قبل، على يد المعماري البارز وقتها «محمد بك إسماعيل» وهو مهندس عُرف بـ«شيخ المعماريين»، ومن أبرز أعماله اختيار الملك فهد آل سعود له لتنفيذ أعمال توسعة المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وهي الأعمال التي نفذها «مُصمم مجمع التحرير» بصورة نالت إشادة وإعجاب الجميع، إذ أنه لم يراعي فقط في تصميمه على إبراز الشكل الجمالي فقط بل غلب الطابع العملي أيضًا، ونجح في تنفيذ 13 طابقًا بالإضافة للطابق الأرضي، بما يشتمل على 1310 من الغرف الكاملة التصميم.

ومن اللافت للنظر والمبهر أن مجمع المصالح الحكومية المعروف بـ«مجمع التحرير»، تم بنائه على مساحة 28 ألف متر وارتفاعه 55 متراً، ويسع لـ9 آلاف موظف حكومي، ويتكون من 14 دورًا، وبلغ تكلفة إنشاء هذا المبنى المعماري الضخم وقتها بما يقارب من 2 مليون جنيه.

تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير

وفي عام 2020، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة تنفيذ عاصمة إدارية جديدة، أصدر قرارًا رقم 459 لسنة 2020، بإزالة صفة النفع العام عن عدد من المنشآت المملوكة للدولة، ونقل ملكيتها لصالح صندوق مصر السيادي، ومن بينها «أرض ومبنى مجمع التحرير بمساحة 3.055 فدان».

ومنذ بدء التفكير بإخلاء هذا المبنى العظيم الذي قارب عمرها على 68 عامًا، بدأ اهتمام بكيفية استغلال هذا البناء الضخم، وهنا ظهرت العديد من الاقتراحات، كان أقربها للتنفيذ هو خطة تحويله إلى فندق كبير.

وفي هذا الصدد، أكد عدد من الخبراء وأساتذة العمارة، أن مجمع التحرير لا يكتسب قيمته من قدمه أو شكله الجمالي المميز وطرازه المعماري البسيط، ولكن من قيمته التاريخية الهامة، فهو على حد قولهم بات جزءًا لا يتجزأ من ميدان التحرير، ويصعب تصور المنطقة دونه، كما أنه يعكس في الوقت نفسه الطراز المعماري الذي كان سائدا في تلك الفترة، من ضخامة البنايات، وكثرة الفتحات بها.

وفي السياق ذاته، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، شهدت الأيام القليلة الماضية، وبرعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع اتفاقية مع التحالف الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير، وذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، وأيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي.

التحالف الأمريكي يفوز بتطوير مجمع التحرير بالقاهرة

ونجح التحالف الأمريكي، الذي يضم كل من؛ مجموعة «جلوبال فينتشرز»، ومجموعة «أوكسفورد كابيتال»، وشركة «العتيبة للاستثمار»، بالفوز بتطوير مجمع التحرير بالقاهرة وذلك بعد عملية طرح استهدفت جذب مطورين وشركاء من كافة أنحاء العالم، متخصصين في إعادة تأهيل وتطوير المباني التاريخية، وتم تصفيتهم إلى 3 تحالفات، ليفوز التحالف الأمريكي بأفضل عرض فني ومالي، هذا بخلاف أنه يتمتع بسابقة أعمال ثرية لتطوير مجموعة من المباني التاريخية في أمريكا وأوروبا.

باستثمارات تعدت الـ3.5 مليار جنيه.. تطوير مجمع التحرير

ووصلت إجمالي استثمارات مجمع التحرير التي سيتم ضخها في عملية التطوير إلى أكثر من 3.5 مليار جنيه، وذلك وفقًا للبيانات الرسمية التي تشتمل على استراتيجية الصندوق السيادي في هذا الشأن، بتطوير المبنى ليكون متعدد الاستخدامات «فندقي -تجاري- إداري – ثقافي»، لكي يتناغم مع طبيعة وجهود التطوير التي تقوم بها الدولة في منطقة وسط العاصمة والقاهرة الخديوية.

وكانت الدكتور هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورئيس مجلس إدارة الصندوق السيادي، قد أكدت في تصريحات سابقة لها، أن هذا التعاون خطوة هامة في تنمية وتنفيذ المشروعات القومية، خاصة أنها تمت مع تحالف يضم 3 من أكبر الشركات الدولية المتخصصة في تطوير المباني التاريخية بالعواصم الكبرى، مشيرة إلى أن توقيع الاتفاقية جاءت بعد عملية طرح عالمي تنافست فيها كبرى الكيانات المحلية والعالمية التي تسعى للدخول إلى السوق المصرية لأول مرة.

التحالف الأمريكي الفائز يبدأ رحلة جديدة مع مجمع التحرير

ومن المخطط أن يبدأ التحالف الأمريكي الفائز، رحلة جديدة مع مجمع التحرير بعد تاريخ طويل من العمل كمبنى حكومي عريق وعلامة مميزة في قلب القاهرة، ومن المتوقع أن يتحول إلى مبنى متعدد الاستخدامات يجتذب السياحة العالمية وكبرى الشركات العالمية والإقليمية، لتكون خطة تطويره وإعادة هيكلته نموذجاً في إعادة استغلال أصول الدولة المصرية.

كما أن مشروع مجمع التحرير سيُعد تطويره بمنزلة خطوة أولى وباكورة استثمارات جديدة داخل مصر، ستؤهلها لجذب المزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات خلال العامين المقبلين على حد قول قيادات التحالف الفائز.

134ce63057f068a219a0df338fb0b723.jpg
4e5d43187ee3600fbe294d9e53156c83.jpg
5a7937b24af993c33d72a28ba754ebac.jpg
5cb9727458e62a6b8c41d2b68078ad51.jpg
5edbdca727c9382ced3a8c20779a6fe0.jpg
84f41862e5308947369ab48a0f2893f4.jpg
8fcce5d5d5653c4ef2d45b439b89f01c.jpg
9a4dfac1811c97308987f469682772f6.jpg
c4c5d0a8461aba50348419f901a4bce5.jpg
cca84df7d4ffb7b1b696e0dbb1d5c8b3.jpg
d1b779a56c981ff5e48288c0b27ef244.jpg
f3d73a6ff8b991d83d6dd2d841da736c.jpeg
f95d4a0c120524229e5764360fdf354a.jpg
مجمع التحرير قلب القاهرة الكبرى التحالف الأمريكي الجمهورية الجديدة الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروعات قومية مجمع الحكومة شيخ المعماريين تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير مصر 2030

مواقيت الصلاة

الأحد 06:42 صـ
22 جمادى أول 1446 هـ 24 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:57
الشروق 06:28
الظهر 11:42
العصر 14:36
المغرب 16:56
العشاء 18:17
click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr