أطفال السودان في خطر.. والوضع التعليمي ينهار
مارينا فيكتور مصر 2030حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، من الوضع التعليمي والثقافي للأطفال في السودان.
وقالت المنظمة، إن الوضع التعليمي والثقافي للأطفال في السودان تدهور بشدة خلال الآونة الأخيرة، وفي ظل الصراع الذب يعيشه السودان.
وأشارت إلى أن مئات الآلاف من الأطفال اضطروا لمغادرة مساكنهم، بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأكدت "يونيسيف" مقتل 190 طفلا خلال الأيام العشرة الأولى من النزاع فحسب، فضلا عن إصابة نحو ألفين.
وتحت وابل القصف وعلى وقع المعارك في المناطق المدنية، غادر نحو 370 ألف طفل منازلهم مكرهين.
وذكر المصدر أن أزيد من 80 ألفا من هؤلاء توجهوا إلى دول في المنطقة.
وقبل اندلاع النزاع، كان 7 ملايين طفل يعيشون دون تعليم، وأزيد من نصف مليون يعانون سوء التغذية الحاد.
هذه الأعداد حاليا في طريقها للزيادة، حيث تسببت الأزمة في إغلاق المؤسسات التعليمية ونقص الإمدادات الغذائية.
وتعميقا للأزمة، احترق مصنع "ساميل للأغذية"، بعد أن كان مساهما في عمليات "يونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي.
وكان المصنع "شراكة سودانية - فرنسية"، يغطي احتياجات البلاد وبعض دول المنطقة من أغذية الأطفال.
وتتفاقم أزمة الاحتياجات الإنسانية في السودان منذ اندلع نزاع دام بدأ في 15 إبريل المنصرم، بحسب الأمم المتحدة التي راجعت خطتها من أجل الاستجابة للأزمة.
وبحسب تقدير الأمم المتحدة، فإن نحو 25 مليون شخص محتاجون إلى مساعدات إنسانية في السودان وبنحو 3,03 مليار دولار حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد، والفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة والذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام.
وأكد مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام: "يحتاج اليوم 25 مليون شخص - أي أكثر من نصف سكان السودان - لمساعدات إنسانية وللحماية".
وأوضح أن هذا العدد "هو أكبر عدد" محتاجين لمساعدات إنسانية تسجّله الوكالة الأممية في هذا البلد على الإطلاق.
وأفادت الأمم المتحدة بأنها تتوقع أن تحتاج إلى 2,56 مليار دولار لتقديم مساعدات داخل الأراضي السودانية في مقابل 1,75 مليار دولار وفق تقديرات نهاية العام الماضي.
وستسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون شخص يعدّون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد، بحسب راجاسينغهام.
حصيلة الضحايا
اندلعت معارك منتصف الشهر الماضي بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وخلّفت المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان ما يقرب من ألف قتيل ونحو 840 ألف نازح و220 ألف لاجئ.
وأُصيب أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح فيما لا يزال الملايين عالقين في منازلهم وعاجزين عن الوصول إلى الخدمات الأساسية والرعاية الصحية، وفق راجاسينغهام.
ونبّه المسؤول الأممي أيضًا إلى "تقارير مقلقة حول ازدياد العنف الجنسي"، محذرًا من أن "الأطفال ضعفاء بشكل خاص في هذه الفوضى التي تتكشّف".
وعمّق القتال الأزمة الإنسانية في السودان حيث كان شخص من كل ثلاثة يعتمد على المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الحرب.
الفارون من السودان
وأشارت الوكالة الأممية في الوقت ذاته إلى حاجتها إلى مبلغ 470,4 مليون دولار إضافية لمساعدة الأشخاص الذين فروا من البلاد، مضيفة بأنها تستعد حاليا لتأمين احتياجات ما يصل إلى 1,1 مليون شخص يتوقع أن يفرّوا من السودان خلال العام الحالي وحده.
قبل أسبوعين فقط، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنها ستحتاج إلى 445 مليون دولار حتى أكتوبر لسد احتياجات ما يصل إلى 860 ألف شخص قد يفرّون من البلاد.
وقال مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو لصحافيين "حتى الآن، أدت الأزمة التي بدأت قبل شهر فحسب إلى تدفق هائل إلى بلدان مجاورة لنحو 220 ألف لاجئ وعائد يبحثون عن السلامة في تشاد وجنوب السودان ومصر وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا".
إضافة إلى ذلك، نزح أكثر من 700 ألف شخص داخل السودان نتيجة القتال.
تتوقع الأمم المتحدة أن يكون من بين أكثر من مليون شخص يتوقع فرارهم من السودان نحو 640 ألف سوداني و204 آلاف شخص كانوا لاجئين في السودان وقد يعودون إلى وطنهم ربما جنوب السودان بشكل أساسي.
وكان نحو 1,1 مليون لاجئ يعيشون في السودان قبل بدء النزاع.