”الأوقاف”: الإسراف في استخدام المضادات الحيوية يتصادم مع أحكام الشريعة
جهاد حسن مصر 2030كشف وزارة الأوقاف في العدد السابع من مجلة "وقاية"، مخاطر الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية وبدائلها الآمنة.
ويأتي هذا الإصدار السابع في إطار عناية الشريعة الإسلامية بالمحافظة على المقاصد العامة الضرورية للحياة المعبر عنها بالكليات أو المقاصد الكلية، والتي تُشكِّل كينونة الإنسان المادية والمعنوية، وهي: الدين، والوطن، والنفس، والعرض، والمال، والعقل، وهذا الحفظ الذي جاءت به الشريعة له مستويان: مستوى الحماية ومستوى الرعاية، ومستوى الحماية يُعنى به الوقاية وإبعاد الأضرار والمؤذيات، يقول تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.
وجاء في العدد: قد أباح الشرع للمضطر أكل أو شرب ما يحفظ عليه حياته من المحرمات حال الضرورة التي تصل إلى خشية الهلاك؛ حفاظًا على النفس الإنسانية، على ألا يتجاوز في ذلك حد هذه الضرورة، فقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، وإذا جاز استعمال ما فيه ضرر للضرورة فلا يجوز الإسراف فيه.
وأوضح: فالإسلام ينهي عن الإسراف في كل شيء، ومن ذلك الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية، والإسراف لغة: مأخوذ من مادة (س ر ف)، وتدلُّ على تَجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان، واصطلاحًا: هو مجاوزة حدِّ الاعتدال في الأفعال والأقوال، والأموال، والمرغوبات والمحبوبات.
ويترتب على الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية نتائج خطيرة تهدد حياة الإنسان، فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان، ويؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية.
وأما مستوى الرعاية فيُعنى به السعي لتحقيق الغاية المرجوة وهي العبادة المطلقة لله تعالى.
وقد اكتشف العلماء العديد من الآفات الجسيمة المترتبة على الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية؛ ما يؤثر على القلب والكلى وسائر أعضاء الإنسان، ومنها الدماغ.
وأفاض العلماء في ذكر ما يؤدي إليه الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية من أخطار على عقل الإنسان وأدائه الفسيولوجي، وما له من أعراض جانبية منها:
- ضعف القدرة على الإنجاب وتشويه الأجنة.
وبناءً على ما سبق فإن الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية له آثاره السلبية على حياة الإنسان، كما أنه يتصادم مع أحكام الشريعة الإسلامية وحِكَمِها، وكذلك فإن الاتجار بالمسكنات - بعيدًا عن الأغراض الطبية - بيعًا وشراء وتهريبًا وتسويقًا وربحًا كله حرام كحرمة تناول المخدرات؛ فكل ما يؤدي إلى الإضرار بصحة الإنسان حرام.