طبيبتان وفنانة.. ضحايا من نوع آخر في حرب السودان
عبده حسن مصر 2030لا يزال السودان يدفع فاتورة الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تعيش البلاد أسوأ الأوضاع، كما أدى الصراع إلى تهجير الكثير بالإضافة إلى وفاة العديد من الضحايا الأبراء منهم جنسيات أخرى مقيمين بالبلاد.
واختفت طبييتان في السودان لعدة أيام دون معرفة أي شيء عنهم، وبعدها تم اكتشاف أمر وفتهما داخل المنزل نتجة تعرضه للقصف.
وتعود بداية القصة أنه بعد اشتداد الحرب بين الطرفين في السودان نهاية شهر أبريل الماضي، انقطع الاتصال بطبيبة التخديرالقبطية ماجدولين يوسف غالي التي تعمل في السودان منذ سنوات مع زوجها الطبيب جورج بطرس وشقيقتها ماجدة طبيبة الأسنان، والتي تسكن في منطقة العمارات بالخرطوم، ونتيجة لخدماتها الكبيرة وحسن معاملتها للمرضى وجهودها الكبيرة خلال أزمة كورونا، لقيت حب وتقدير من جميع الأهالي.
وعند حدوث الاشتباكات، بدأت ماجدولين في العمل التطوعي بإسعاف المصابين من القصف، ولم تتوقف خدماتها على سكان منطقتها بل امتد نشاطها للمناطق المجاورة، وتبادل السكان في الولاية رقم هاتفها.
وفي صباح يوم 7 مايو الجاري، اختفت الطبيبة وفشلت كافة الجهود للتوصل إليها، وقرر عدد من معارفها المغامرة والوصول لمنزلها لاستطلاع الأمر، وكانت الصدمة كبيرة على الجميع، فقد عثروا على الطبيبة وشقيقتها تحت أنقاض العقار الذي تهدمت أجزاء منه جراء تعرضه للقصف بصاروخ.
وبحث الكثيرون عن وسيلة لتجهيز الجثمانين ودفنهما خارج المنزل، والخروج بنعشيهما في ظل الخطر الذي يحيط بالمكان، حيث القصف المتواصل ولذلك ظل الجثمانان في المنزل بحثا عن مخرج آمن للمرور منه ودفنهما.
وبعد أيام تقرر السماح بدفن الجثمانين في حديقة المنزل بمتابعة من الكنيسة القبطية في أم درمان وبواسطة فريق كامل من الأطباء أشرف على عملية الدفن.
كما تداول رواد مواقع التواصل في السودان فيديوهات لعملية الدفن وسط عاصفة من الغضب ومطالبات بوقف الحرب وحقن الدماء.
وقامت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، بنعي الطبيبة وقالت في بيان رسمي لها، إنها وجدت متوفاة هي وشقيقتها تحت أنقاض منزلها بالعمارات بعد استهدافه بصاروخ، وأنها كانت مثالا للتفاني والعطاء.
في حين خرج مجدي يوسف غالي، شقيق الطبيبتين اللتين قتلتا في ولاية الخرطوم السودانية، إنه أبلغ بوفاة شقيقتيه ماجدولين وماجدة، مؤكدًا أنه أبلغ أن أشخاصًا اعتدوا على شقيقتيه خلال وجودهما بمنزلهما لسرقة مقتنيات المنزل وقتلوهم،كما أنه عثر على جثتي شقيقتيه في حالة تعفن بعد مقتلهما بأيام، من قبل مجهولين، مشددًا أن شقيقتيه تحملان الجنسية السودانية، مشيرًا إلى أن أجداده هم من كانوا أصحاب الجنسية المصرية.
كما لقت الفنانة السودانية، شادن محمد حسين، مصرعها إثر إصابتها بسقوط قذيفة طائشة طالت منزلها، وتسبب خبر وفاتها في صدمة شديدة، حيث خيم الحزن والأسى على السودانيين، ونعها عدد كبير من الفنانين.
وفي وقت سابق، أعلن سامح شكري وزير الخارجية المصري أن مصر فتحت ذراعيها لاستقبال السودانيين الفارين من جحيم المواجهات العسكرية في بلادهم بأعداد تزيد عن 60 ألف شخص حتى الآن، كما وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حكومته بضمان العودة الآمنة للمصريين من السودان، وتوفير ما يلزم من خدمات إغاثية وطبية وغذائية في المعابر البرية بين مصر والسودان.