«الاتفاق الأولي في جدة».. هل يكون «حجر أساس» لفرض السلام داخل السودان؟
عبده حسن مصر 2030دخل الصراع بين الجيش الوطني السوداني وقوات الدعم السريع في السودان شهره الأول، في حرب تسببت في وفاة وإصابة وتهجير عدد كبير من المواطنين.
وخلال الساعات الماضية قام ممثلو الجيش الوطني والدعم السريع، بتوقيع اتفاق على امتناعهما عن أي هجوم قد يتسبب في أضرار مدنية، ومصالح الشعب السوداني تأتي في الأولوية، واتخاذ الطرفين جميع الاحتياطات لتجنيب المدنيين أي ضرر، والسماح لجميع المدنيين في السودان بمغادرة مناطق الأعمال العدائية، في اتفاق يأتي بمثابة الجسر لفرض السلام في السودان خلال الفترة المقبلة.
كما نص الاتفاق على الالتزام بحماية جميع المدنيين والضروريات لبقائهم على قيد الحياة والمحافظة على فترات التوقف وأيام الهدوء، ولكن قام كلاً من الطرفين بوضع مطالب وشروط، ولمن تم تأجيلها لحين الاتفاق على وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وخرجت اليوم الخارجية السعودية، وأصدرت بيانًا للكشف عن كواليس التزام طرفي الصراع بحماية المدنيين، وأكدت أن هذا الإعلان سيوجه نشاط القوتين لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات الإنسانية وانسحاب القوتين من المستشفيات والعيادات.
ونصت محادثات جدة، على التركيز على التوصل إلى اتفاق لإيقاف إطلاق النار لمدة حوالي 10 أيام ومراقبة هذا الوقف وستكون من قِبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، كما أنه سيكون هناك مناقشات مع المدنيين والشركاء الإقليميين والدوليين في الجولات القادمة من المحادثات.
ورحبت مصر ببيان الخارجية السعودية، وأعربت عن رغبتها في التزام الطرفين بالاتفاق في جميع البنود.
كما أشادت مصر بجهود السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في تشجيع طرفي الصراع في السودان على المشاركة في جولة المحادثات ومحاولة إنهاء الأزمة الراهنة هناك.
ورحبت عدة دول على رأسهم الأردن وقطر ومجلس التعاون الخليجي، فيما رحب البرلمان العربي بتوقيع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على إعلان جدة، مؤكدا أنها خطوة مهمة لحقن دماء الشعب السوداني وتوفير الحماية للمدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المتضررين، والحفاظ على المنشآت والمرافق العامة، وتسهيل عمليات الإجلاء.
ودعا البرلمان العربي، الأطراف السودانية الالتزام بما تم الاتفاق عليه من تعهدات، بما ينهي النزاع والبناء عليه بالعودة إلى الحوار واستعادة المسار السياسي لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان ووقف إطلاق النار بشكل نهائي .
وثمن البرلمان العربي، الجهود العربية والإقليمية والدولية المبذولة من جانب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فى تشجيع الأطراف السودانية في الدخول في المحادثات التي استضافتها مدينة جدة، والتي أسهمت في حلحلة الأزمة.
وكانت فكرة محادثات جدة قد أتت في إطار مبادرة أمريكية سعودية، لتكون أول محاولة جادة لإنهاء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي حول أجزاء من الخرطوم إلى مناطق حرب وقوض خطة مدعومة دوليا تهدف للانتقال للحكم المدني بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات.
وبسبب الصراع الدائر في السودان تمت زيادة أعداد اللاجئين في جميع أنحاء العالم، حيث أن أعدادهم وصلت في ست دول إلى 114 ألف نسمة منذ بداية مايو الجاري.
كما تفاقمت الأزمة الإنسانية التي حلت في المنطقة التي تعاني من الجفاف وعدم استقرار الأوضاع وافتقار البلاد إلى الكثير من الموارد الأساسية مما قد بتسبب في زيادة المشكلات بسبب صعوبة المعونة الدولية التي تُتقل إلى السودان.
فيما واجه حوالي 15 مليون مواطن سوداني من نقص الغذاء قبل اشتداد الصراع، كما تم نزوح حوالي 3.7 مليون مواطن سوداني في الداخل وأصبحوا في احتياج إلى مزيد من المعونات.
وفي وقت سابق كان برنامج الغذاء العالمي لفت إلى أن ثلث السودانيين يواجهون شبح الجوع منذ العام الماضي، بسبب الأزمة الاقتصادية والصراع والصدمات المناخية وضعف المحاصيل وارتفاع أسعار الغذاء والوقود قبل الأزمة الحالية.