وسط دعوات تصنيفها ”إرهابية”.. ماذا تعرف عن ”فاغنر الروسية” حليفة بوتين؟
مارينا فيكتور مصر 2030اجتمعت الدول الأوروبية وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وأوكرانيا، على تصنيف مجموعة "فاغنر الروسية" منظمة إرهابية، والتي تعد حليف أساسي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وبحسب صحيفة "التايمز" فإن بريطانيا تسعى لتصنيف مجموعة فاغنر الروسية منظمة إرهابية رسميا لزيادة الضغط على روسيا، كما تبنّت الجمعية الوطنية الفرنسية أمس الثلاثاء، بالإجماع قرارا يدعو إلى إدراج مجموعة فاغنر الروسية المتّهمة بارتكاب تجاوزات في أوكرانيا وإفريقيا، في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظّمات الإرهابية.
ويدعو هذا الحكومة الفرنسية إلى "التعبئة دبلوماسيا" من أجل تبني الاتحاد الأوروبي هذا المطلب، الذي من شأنه أن يتيح فرض عقوبات أكثر فاعلية على أعضاء مجموعة فاغنر والجهات الداعمة لها، خصوصا من الناحية المالية.
وفي ترحيب كبير بخطوة تصنيف مجموعة فاغنر، منظمة إرهابية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "هذا ما يتعين على العالم أجمع تبنيه"، متابعًا: "كل ظاهرة إرهابية يجب القضاء عليها وكل إرهاب يجب أن يدان".
وقدم نائب في حزب "النهضة" الرئاسي بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون، مقترحا يشمل "التجاوزات الكثيرة المرتكبة بحق المدنيين" في أوكرانيا من قبل مجموعة المرتزقة هذه، والتي يمكن أن يرقى بعض منها إلى مصاف "جرائم حرب".
ووصف النائب بنجامان حداد مجموعة فاغنر الروسية بأنها "جيش الفوضى"، مشيرا إلى أنها تقف "إلى جانب روسيا بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، ويزرع أعضاؤها "انعدام الاستقرار والعنف".
وأشار القرار الذي صوّت لصالحه نواب المعارضة من اليمين واليسار واليمين المتطرف، إلى تجاوزات تُنسب إلى فاغنر في سوريا ودول إفريقية أخرى على غرار مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
ورحّبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، بالقرار الذي تم تبنيه في الجمعية الوطنية وعدّدت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مجموعة فاغنر.
وقالت الوزيرة "من وجهة نظر قانونية بحتة" التصنيف الإرهابي لا ينطوي على أي "تأثير إضافي مباشر"، مشددة على "عدم التقليل من الأهمية الرمزية لتصنيف كهذا".
خطوة البرلمان الليتواني
في منتصف مارس الماضي تبنى البرلمان الليتواني قرارا يصنف مجموعة فاغنر الروسية "منظّمة إرهابية"، في خطوة أثنت عليها كييف.
مجموعة فاغنر الروسية
وتعتبر مجموعة "فاغنر الروسية" حليف أساسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تقود مجموعة يُعتقد أنها تمثل حوالي 10% من جميع القوات الروسية في أوكرانيا.
يشتهر رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوزين، 62 عاما، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.
وينحدر كل من بريغوزين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، وهي ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوزين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.
في عام 2010 ربطت عدة تحقيقات صحفية بريغوزين بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم "مصنع ترول" في سانت بطرسبرغ، وذكرت الأخبار أن المصنع ينتج موادا وينشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية وتلميع صورة الكرملين من جهة أخرى.
عمليات فاغنر
نفى بريغوزين لسنوات عديدة، وجود أي صلة بينه وبين مجموعة المرتزقة العسكرية "فاغنر"، بل رفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين زعموا أنه أسسها.
ظهرت فاغنر لأول مرة في شرق أوكرانيا في عام 2014، حيث ساعدت الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية وفي إنشاء جمهوريتين منفصلتين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، لتكون هذه المحطة الأولى لمشاركتها في العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سوريا وفي العديد من البلدان في إفريقيا.
وبحسب تقارير دولية، تشارك المجموعة في الأعمال العسكرية في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية فيها.
ذُكر أن عناصر المجموعة تحرس حقول النفط التي تسيطر عليها الحكومة السورية، مقابل الحصول على نسبة من عائدات الحقل.
وفي ليبيا قاتلت فاغنر إلى جانب الجنرال خليفة حفتر عندما حاول الأخير الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، وتم تمويل المرتزقة من الدخل الناتج عن صناعة النفط في البلاد.
في جمهورية إفريقيا الوسطى، تقف المجموعة إلى جانب الحكومة الحالية في مواجهة المسلحين الإسلاميين المتشددين.
وقفت إلى جانب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في انتقاد ألكسندر لابين، أحد كبار الجنرالات الروس، وسخرت منه لإخفاقاته في أوكرانيا.
اعتراف بريغوزين
في سبتمبر من العام الماضي وبعد ستة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، اعترف بريغوزين فجأة أنه أسس مجموعة فاغنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فعالية في الحرب.
وبريغوزين من الموالين بشدة للرئيس بوتين، وهو أحد الأصوات القليلة البارزة، التي أعربت عن عدم الرضا عن أداء قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا.
من الناحية الرسمية ليس لبريغوزين أي منصب رسمي في المؤسسة الرسمية الروسية، ورغم ذلك من الواضح أنه يتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين.
ويقول خبراء عسكريون لبي بي سي إن الأسلحة المتطورة التي استخدمها مقاتلو فاغنر في ليبيا غير متوفرة في سوق الأسلحة، ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال اتصالات حكومية على أعلى المستويات.
بعد الغزو الروسي مباشرة، مارس الماضي، قال المسؤولون الأمريكيون إنه تم نشر ما لا يقل عن ألف مرتزق في شرق أوكرانيا، وفي وقت لاحق، قام بريغوزين بجولة على السجون الروسية لتجنيد السجناء المحكومين للقتال في أوكرانيا.
ويقول الجيش الأوكراني إن فاغنر تستخدم عناصرها كوقود حرب، وأن عددا كبيرا من مقاتليها قتلوا وخاصة في المعارك الضارية التي تدور حول مدينتي سوليدار وباخموت شرقي أوكرانيا.