بالتفاصيل.. كيف اهتمت الدولة المصرية بملف العائدين من السودان؟
فرحة عارمة ظهرت على وجوه المصريين العائدين من السودان بعد نجاح عملية إجلائهم، في تأكيد منهم على مجهودات السفارة المصرية في الخرطوم التي كانت تتابع الأوضاع بشكل يومي، وتبعث الطمأنينة في قلوبهم.
وبعد التوترات الشديدة التي شهدتها السودان في الآونة الأخيرة، تمكنت الجهود المصرية من إعادة عدد من رعايا الجالية المصرية بالسودان من خلال أعمال التنسيق المستمر بين القاهرة والخرطوم.
ووجه المواطنون المصريون الشكر للقيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسي على الجهود الكبيرة للحفاظ على حياتهم، وإعادتهم إلى مصر.
أعداد المصريين العائدين
قال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، إن مصر حريصة أن تكون رسائلها دائما لأطراف هذه الأزمة بضرورة حماية الشعب السوداني وتوفير الحماية لمقدرات الدولة السودانية في هذا المعترك شديد الخطورة.
وأضاف السفير، أن أرقام المصريين الذين جرى إجلاؤهم من السودان تم الإعلان عنها بصفة دورية، والعدد تجاوز 6500 مصري، كما استقبلت مصر أكثر من 50 ألف سوداني وصلوا عبر الحدود لمصر.
ولفت إلى أن التعامل مع هذه الأزمة يتم بشكل يومي، والأرقام ما بين التزايد والاستقرار، ولكن هناك خلية عمل متكاملة، مشيرا إلى أن وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي قد وفرت عيادات متنقلة في المناطق الحدودية للتعامل مع الحالات الإنسانيّة، بالإضافة إلى ضخ أعداد أكبر من المسؤولين للمنافذ لتسهيل الدخول.
وأشار إلى أن القنصلية المصرية في وادي حلفا وبورتسودان تعملان على مدار الساعة للتعامل في عمليات الإجلاء المختلفة، مؤكدا أن أجهزة الدولة بأكملها تتعامل بتنسيق كامل على مدار للتعامل مع الشق الإنساني لهذه الأزمة.
الجانب الصحي
وتعمل أجهزة الدولة للحفاظ على صحة وسلامة المصريين المتواجدين بالسودان؛ وتوفير كافة سبل الدعم للاطمئنان عليهم، إذ أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار، اليوم الثلاثاء ببدء تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لرفع درجة الاستعداد القصوى والجاهزية بجميع منافذ الدخول سواء برية أو جوية أو بحرية، إلى وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار، منذ بداية الأحداث في السودان.
وأكد عبد الغفار، أن أكبر أوجه الدعم تقدم من الناحية الصحية على المعبر قسطل وأرقين، وهما منافذ تشمل العائدين والنازحين من المصريين والسودانيين.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة، أن القطاع الطبي يقدم العديد من الخدمات الطبية للمصريين العائدين من السودان، من خلال رفع عدد العيادات في المعابر من 5 إلى 10 في التخصصات الطبية المختلفة، ورفع درجة الاستعداد الوقائي، وأيضا التطعيمات وتقديمها للأطفال تحت سن 15 عام ضد شلل الأطفال، موضحا أنه: "وصل عدد الجرعات إلى 2224 جرعة، والتطعيمات ضد الحصبة، والحصبة الألمانية ما يقرب من 810 جرعات".
وتحدث الدكتور حسام عبد الغفار عن الرعاية الطبية الموجهة من ناحية الجانب النفسي، قائلًا: "يتم التعامل مع الجانب النفسي من خلال المنافذ والمعابر والمستشفيات منها مستشفى الأمانة النفسية في محافظة أسوان"، مشيرا إلى وجود قاعدة بيانات إلكترونية يتم التسجيل فيها وموجودة لكل العائدين مرتبطة بالوضع الصحي عند الوصول، والمتابعة لمدة أسبوعين، ولكن أكثر كثافة للذين يحتاجون مراعاة صحية من خلال الكارت الصحي.
وقالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، في وقت سابق: "قمنا بعدة زيارات مع وزير الصحة والسكان، للوقوف على الخدمات المقدمة من جميع الجهات بالمعبر للعائدين من السودان من غذاء وغيره، كما قمنا بتقييم لعدة مستشفيات تستقبل حالات"، مؤكدة أن تعاون وزارة الصحة كبير لتدريب أخصائيين للدعم النفسي للعائدين الذين تعرضوا للعنف وتركوا كل شىء ورائهم.
وأشادت بجهود وزارة الصحة في إتاحة فتح التدريب من المعبر للإحالة حتى المستشفيات، مثمنة جهود فتح المجال بأن يكون هناك تشاركية بين الأمم المتحدة للمحافظة على صحة العائدون من السودان.
الطلاب المصريين بالسودان
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتدهور الأوضاع الأمنية في الخرطوم، كان الخوف الأكبر على الطلاب المصريين الذين يتواجدون في السودان، والذين يشكلون نسبة كبيرة ولا تتعدى أعمارهم عن الـ ٢٥ عامًا.
وبالرغم من صعوبة الأمر، كانت مصر دائمًا هي درع الأمان للمصريين في الخارج، حيث كانت الدولة بمختلف مؤسساتها تعمل على عودة الطلاب إلى القاهرة، خصوصًا وزيرة الهجرة السفيرة سها جندي، والتي كان لها الدور الرئيسي في عودة الطلاب والتواصل المستمر مع الأهالي.
