«على الطراز الشطرنجي» ووُصف بأنه بوابة الشمس.. حكاية شارع فؤاد بالإسكندرية
خلود صلاح مصر 2030شيده البطالمة ليصبح متحفاً مفتوحاً لعشاق عروس البحر المتوسط والتراث القديم ذو الفخامة الزاخرة بالفنون والعمارة، وصفه البعض بأنه بوابة الشمس وروح البحر، "شارع فؤاد" بالحى اللاتينى فى محافظة الإسكندرية، هو أقدم شارع فى العالم يتميز بمبانٍ زاخرة ومصفوفات من الأعمدة الرخامية، وكأنه مدخل ملكى فاخر بالعصر البطلمى منذ عام 331 قبل الميلاد، وأطلق عليه البطالمة اسم "الطريق الكانوبى" فى البداية، ثم جاء الفتح الإسلامى وسمى بـ"طريق رشيد" لأنه كان يبدأ من بوابة رشيد، ثم إلى شارع فؤاد نسبة إلى الملك فؤاد، ويقع الآن بمنطقة محطة الرمل وفى بدايته قسم شرطة كان مركزاً للحراسة البريطانية قديماً.
ويعتبر شارع فؤاد هو معبر للتاريخ وإنارة للفنون والهندسة الزخرفية والتراثية، ففيه سكن الشاعر اليونانى "كفافيس" والذى أطلق رواية "رباعية الإسكندرية" فأبنيته تتميز بالطابع "الفلورنسى"، كما يتفرع من شارع فؤاد عدة شوارع شهيرة بالإسكندرية منها شارع النبى دانيال ومنطقة كوم الدكة وبه عدد من الدور السينمائية التى تركت أثراً فى الفن على مستوى العالم ومنها دار الأوبرا.
ويضم شارع فؤاد 50 مبنى تاريخيًا وفاز بجائزتين فى العمارة، ومازال هذا الشارع كأنه متحفاً مفتوحاً للعالم والزائرين لرؤية هذا التاريخ الزاخر ومشاهدة أشهر عمارتين فازتا بأحسن تصميم للواجهة وهما عمارة "تراسك باس" التى أسسها أحد اليونايين وعمارة "فورمالى" وعراقة المتحف القومى الذى يضم 1800 قطعة أثرية من العصر الفرعونى والبطلمى والقنصليات الموجودة به منها القنصلية الإسبانية والمملكة العربية السعودية.
وعرف شارع فؤاد الآن بأنه أصبح مزاراً سياحياً مفتوحاً مجانياً كونه صمم على الطراز الشطرنجى للمدن الإغريقية قديماً، ووصفه الأسقف "أخليوس تاتيوس" بأنه "بوابة الشمس" منذ الوهلة الأولى لدخوله مدينة الإسكندرية، فعلى جانبى الشارع صفوف من الأعمدة الرخامية حتى ينتهى بميدان "إسكندر" فكان شارع فؤاد معبراً تاريخياً وبوابة للشرق والغرب، وازدادت حركة العمران بشارع فؤاد فى القرن العشرين وكان من أشهرها هى عمارات وأبنية "عاداه" التى كانت لتجار يهود.