”جسر للسلام”.. هل تُنهي محادثات جدة الصراع في السودان؟
عبده حسن مصر 2030فصل جديد يُكتب في السودان، حيث تُعقد مباحثات سلام بين أطراف الصراع في البلاد، حيث تستضيف مدينة جدة السعودية، تلك المحادثات، وذلك بعد إقناع أمريكا والسعودية، لطرفي النزاع للجوء للحوار.
ووصل ممثلون عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لإجراء محادثات مباشرة، بعد ثلاثة أسابيع من الاشتباكات في العاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور جنوب غرب البلاد، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
وكان ممثلو الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة يوم السبت لإجراء "محادثات ما قبل المفاوضات" بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار من شأنه أن يسمح بوصول المساعدات إلى ملايين المدنيين المحاصرين بسبب القتال.
وقال بيان مشترك للحكومتين الأمريكية والسعودية، إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تحث الطرفين على مراعاة مصالح الشعب السوداني والمشاركة في المحادثات من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
ورحب محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بالبيان المشترك للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية بشأن بدء المحادثات بين الأطراف السودانية في مدينة جدة.
وقال في بيان له: "ونشيد بالجهود الاقليمية والدولية المبذولة للوصول الى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات انسانية تمكن المواطنيين من الحصول على الخدمات الأساسية"، مضيفًا: "إننا متمسكون بموقفنا الثابت والمعلن بضرورة الوصول الى حكومة انتقالية مدنية تؤسس الى تحول ديمقراطي مستدام يحقق تطلعات شعبنا في الأمن والاستقرار والتنمية".
ووجه "حميدتي" الشكر للرياض وواشنطن على رعايتهما لهذه المبادرة، كما وجه شكر خاص لقيادة المملكة على استضافة المحادثات.
ووقعت اشتباكات بالأسلحة النارية وغارات جوية على مناطق سكنية في شرق الخرطوم يوم السبت ، بينما أفاد شهود عيان بمواصلة الضربات الجوية والانفجارات يوم الجمعة ، بما في ذلك بالقرب من المطار، وذلك بحسب ما ذكرت "الجارديان".
وهنا، كشفت الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، إن قوات الدعم السريع أطلقت النار على سيارة السفير التركي بالخرطوم واحتجزته، مؤكدًا أن الآلة الإعلامية التابعة تتهم الجيش السوداني بالتورط في الأمر، فيما قالت الخارجية التركية، إن أنقرة ستنقل سفارتها من الخرطوم إلى بورتسودان بعد الحادث.
واتهمت قوات الدعم السريع والجيش السوداني بعضهما البعض بالوقوف وراء الهجوم.
وفي الأيام الأخيرة ، اندلع القتال حول القصر الرئاسي، وهو موقع استراتيجي رئيسي اكتسب أهمية إضافية مع ترتيب المفاوضات.
وأكد الجيش السوداني، أنه أرسل مبعوثين إلى السعودية لمناقشة "تفاصيل الهدنة التي يجري تمديدها"، وأكدت قوات الدعم السريع قبل ساعات من الموعد المقرر لبدء المحادثات أنها سترسل ممثلًا ، رغم أنها أوضحت أن الهدف من المناقشات يقتصر على إيجاد طريقة للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين.
وأشار البيان الأمريكي السعودي إلى جهود دول ومنظمات أخرى وراء محادثات نهاية الأسبوع ، بما في ذلك بريطانيا والإمارات العربية المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومجموعات أخرى.
واستمر القتال في الأيام الأخيرة على الرغم من تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عقوبات على المسؤولين عن "تهديد السلام والأمن والاستقرار في السودان" و "تقويض التحول الديمقراطي في السودان"، حيث أسفر الصراع عن مقتل حوالي 700 شخص.