مجاعة وأزمات آخرى.. جحيم ينتظر الفارون من القتال في السودان
عبده حسن مصر 2030يتزايد القلق الدولي حول أزمة اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب من الخرطوم تجاه دول الجوار، إلا أن المعظم منهم يتجه نحو بلدان تُعاني في الأساس من الجفاف والصراعات وانعدام الأمن الغذئي وعلى رأسها جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 110 آلاف شخص عبروا الحدود خلال الساعات الماضية إلى دول أخرى، وذلك عقب فشل العديد من الهدن التي أُعلن عنها مؤخرًا في السودان، الأمر الذي أدى إلى استمرار الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي أسفرت عن مقتل المئات وأجبرت الملايين على النزوح من ديارهم.
أزمة تشاد
ووصل أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد منذ بدء القتال في منتصف أبريل، إلا أن برنامج المساعدة الغذائية الطارئة التابع للأمم المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 100 ألف لاجئ سوداني جديد خلال الأسابيع والأشهر القادمة إلى تشاد.
ويُهدد موسم الأمطار الوشيك في تشاد بوقف رحلات اللجوء على الحدود بين تشاد والسودان، وسط توقعات أممية من حدوث كارثة وشيكة تتلخص في معاناة ما يقارب من 2 مليون شخص من انعدام شديد في الأمن الغذائي.
كما يُهدد موسم الأمطار في تشاد مخيم فرشانا الذي يقع بمنطقة بريدينغ والذي افتتح في عام 2004 من قبل الأمم المتحدة، حيث حذر بيير هونورات، المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي في تشاد: "موسم الأمطار الوشيك يُهدد بقطع المناطق الحدودية النائية ويعني أنه من الضروري أن يتم وضع مخزون المواد الغذائية مسبقًا الآن في مواقع استراتيجية ففي غضون 8 أسابيع، ستكون الطرق بالغة الصعوبة، وهذا يعني أنه يجب الاستعداد بشكل جيد للأمر.
وتحتل تشاد المرتبة الثانية بعد الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، كما أنها موطنًا لـ 580 ألف لاجئ من جنسيات مختلفة قبل اندلاع الحرب في السودان، إلا أنها تعاني من أزمات عديدة حيث تعتبر من الدول التي قد تُعاني من مجاعة في العالم، ما يضع النازحين السودانيين في أزمة كبرى.
جنوب السودان وإفريقيا الوسطى
وفي السياق ذاته وصل حوالي 30 ألف سوداني إلى جنوب السودان فروا من الحرب الطاحنة التي تدور حاليًا في بلادهم، كما استقبلت إفريقيا الوسطى ما يقرب من 6 آلاف لاجئ رغم أنها تحتل مرتبة متقدمة في أقل البلدان نموًا.
أزمات إثيوبيا
وعبر أكثر من 10 آلاف مواطن من السودان إلى إثيوبيا عبر الحدود من بوابة إمهرة، وسط معاناة الناس هُناك من أزمات عديدة جراء الحرب التي اندلعت مؤخرًا بين القوات الحكومية الإثيوبية ومتمردي تيغراي.
نقص في التمويل
وقال ماثيو سالتمارش المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان كانت بالفعل تعاني من نقص كبير في التمويل كما أنها تحتاج إلى المجتمع الدولي لجمع الأموال.
ويؤكد مسؤولو الأمم المتحدة أن الآلاف يعبرون من الحدود السودانية إلى بلدان تعاني أصلاً من الإجهاد الشديد بسبب الجفاف والصراعات وانعدام الأمن الغذائي، كما أن الأمم المتحدة في سباق مع الزمن لإيصال الإمدادات الغذائية للاجئين السودانيين في هذه الدول، وسط زيادة العبء على الدول المجاورة للخرطوم جراء زيادة أعداد الفارين من الحرب الدائرة في السودان.