قبل الحفل العالمي.. 50 صورة تتحدث عن طريق الكباش الفرعوني
إيمان سعيد مصر 2030تتجه أنظار العالم منذ الآن وحتى الساعة الـ 7:30 مساءً، نحو مصر وتحديدًا مدينة الاقصر، استعدادًا للاحتفالية الضخمة التى من المقرر إقامتها لإحياء طريق الكباش بطول 2700 متر و1500 تمثال.
وتنتظر محافظة الأقصر حفل وعرس تاريخي مبهر بمناسبة افتتاح «طريق الكباش الفرعوني» الذي يضاهي حفل موكب المومياوات جمالًا، باعتباره أكبر متحف مفتوح في العالم.
طريق الكباش الفرعوني
وفي هذا الصدد تستعرض «مصر 2030» مجموعة من الصور عن الحدث العالمي «الأقصر.. طريق الكباش»، الذي من المقرر أن يستمر هذا الحدث التاريخي عدة أشهر مزينًا بالإنارة والدهانات المميزة وغيرها من الاستعدادات المبهرة التى سيشهدها العالم أجمع والجميع سيشارك فيها.
علمًا أن الدولة المصرية تستهدف من خلال هذا المشروع الضخم الذي يعد من أهم المشروعات الأثرية التي تنفذها حالياً إنعاش الحالة الاقتصادية والسياحية في البلاد، عبر تحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم من خلال ربط معبد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد موت وأطلال مدينة طيبة القديمة.
موقع طريق الكباش الفرعوني المميز
طريق الكباش.. سُمي بهذا الاسم قديماً كونه كان يعمل على حماية المعبد وطرد الأرواح الشريرة عند دخول المعبد، ومن ناحية أخرى رمزاً للإله آمون لحماية بيته، ويربط طريق الكباش معبد الأقصر بمعبد الكرنك، وعلى جانبي الطريق تحف به تماثيل متراصة في معبد الكرنك على شكل أبي الهول برأس كبش.
ويوجد على طول الطريق البالغ 2700 كم 1200 تمثال، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان «أبوالهول»، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله آمون رع.
تاريخ أعمال الحفر عن طريق الكباش
وتم البدء في أعمال إنشاء طريق الكباش الفرعوني بعهد الملك أمنحتب الثالث، تاسع ملوك الأسرة الـ18، وقد أسهم في بناء العديد من المعابد في الكرنك، خاصة معبد الإله «مونتو»، ومعبد آخر للآلهة موت، قبل أن يبدأ في تشييد معبد الأقصر، ثم جاء الملك رمسيس الثاني ورممه وأضاف اسمه على الكثير من الكباش.
كما تواصل العمل في طريق الكباش طيلة 1000 عام، حتى حظي الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين «آخر الأسرات المصرية القديمة» بشرف الانتهاء منه، بالإضافة إلى الكثير من الملحقات لطريق الكباش، مثل الاستراحات المخصصة للزوارق، ومقياس للنيل، ومنطقة تصنيع الفخار، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى، والتي كانت تقام على الطريق، كما تم إنشاء مجموعة من الحمامات وأحواض الاغتسال، ومخازن لحفظ أواني النبيذ.
وطبقاً للتسلسل الزمني، فقد عاودت أعمال التنقيب في البدء منذ قيام الدكتور زكريا غنيم عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبي الهول، وقام الدكتور محمد عبد القادر خلال الفترة من 1958م، وحتى 1960 م بالكشف عن 14 تمثال لأبي الهول.
أما في الفترة من 1961م وحتى 1964 قام الدكتور محمد عبد الرازق بالكشف عن 64 تمثال لأبي الهول، وجاء بعده الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م الذي قام بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والطريق المحاذي باتجاه النيل.
وبعد ذلك قام منصور بريك عام 2006م بإعادة أعمال الحفر للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريًا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
وكان لوجود الدكتور سمير فرج الأثر الأكبر في إحياء المشروع من جديد وظهور الطريق إلى النور من خلال القرارت الجريئة التي قام بها بموافقة مجلس الوزراء في نزع جميع الأراضي ووضعها تحت بند منفعة عامة مما أسرع من عجلة العمل وذلك بتسخير كل القوى لتسهيل عملية الحفر.
مشروع مصری 100% بدون أي مشاركة أو تدخل أجنبي
وكان وزير السياحة والآثار، قد أكد في تصريحات سابقة له أن أهم ما يميز هذا المشروع منذ لحظة الكشف الأولى عنه منذ نحو 70 عاماً وحتى الآن أنه مشروع مصری 100% بدون أي مشاركة أو تدخل أجنبي، لافتًا إلى أن أعمال مشروع طريق الكباش تمتد على محور شمالى جنوبى لمسافة حوالى 2700 م طول، وذلك فيما بين المسرح العاشر لمعبد الكرنك شمالا، مروراً بمعبد موت، وصولاً لمعبد الأقصر جنوباً.
وبالتالي اقترح مسبقًا ضرورة إجراء احتفال كل عام لمدينة الأقصر وليس هذا العام فقط، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الممر الأثری، وجار استكمال أعمال الحفائر.
ومن المتوقع أن يشهد الاحتفال بهذا الطريق التاريخي اهتماماً وتغطية أهم وأعلى من الاحتفال بموكب المومياوات الملكية الذي أقيم في أبريل الماضي بشهادة كل من المنفذين والقائمين على المشروع، وسيكون الافتتاح بمثابة إعادة إحياء لعيد «الإبت» الخاص بمدينة طيبة، وبذلك فهو يمثل أكبر حملة دعائية وترويج سياحي لمصر.
هذا الافتتاح سيجعل مصر تمتلك أكبر متحف مفتوح في العالم وموقع أثري كبير للغاية، ويضم آثاراً تحكي تفاصيل الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بسكان طيبة عبر العصور، كما أنه سيدفع سكان الأقصر لإقامة المشروعات استغلالاً لهذه التطورات، وبالتالي ستعمل هذه المشاريع على زيادة الدخل لأهالي مدينة الأقصر.