مَن هو الشاعر محمد الفيتوري الذي يحتفي به جوجل؟
جهاد حسن مصر 2030احتفى محرك البحث الشهير جوجل اليوم بذكرى ميلاد محمد مفتاح الفيتوري أحد أبرز شعراء دولة السودان، ورغم ذلك فإنه لم يكن سودانيًّا فقط، بل كان ليبيًّا مصريًّا؛ حيث وُلد بالسودان من أب يتبع أصولًا ليبية ونشأ بالأسكندرية، وفاضت روحه إلى ربها بالمغرب؛ ليستحق أن يُلقب بشاعر إفريقيا والعروبة.
ميلاده
وُلد محمد مفتاح رجب الفيتوري في 24 من نوفمبر عام 1936م في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الحالية بالسودان.
والده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وهو ليبي، وكان خليفة صوفيًّا في الطريقة الشاذلية، العروسية، الأسمرية.
نشأته
نشأ محمد الفيتوري في مدينة الإسكندرية بمصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة؛ حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف.
حياته المهنية
عمل الفيتوري محررًا أدبيًّا بالصحف المصرية والسودانية، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و1970.
ثم عمل مستشارًا ثقافيًّا في سفارة ليبيا بإيطاليا، كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشئون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.
إسقاط جنسيته السودانية
أسقطت عنه الحكومة السودانية، في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري؛ الجنسية السودانية، وسحبت منه جواز السفر السوداني، لمعارضته النظام آنذاك، وتبنّته الجماهيرية الليبية، وأصدرت له جواز سفر ليبيًّا، وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي، وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي.
رحلته الأخيرة للمغرب
أقام بعدها في المغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط، وفي عام 2014 عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسيًّا.
رائد الشعر الحر الحديثيُعتبر الفيتوري جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، وهو من رواد الشعر الحر الحديث؛ ففي قصيدة «تحت الأمطار» نجده يتحرر من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، ويهجر الأوزان والقافية؛ ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها، وغالبًا ما يركّز شعره على الجوانب التأملية؛ ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدمًا أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية.
أعماله النثريةإلى جانب نظمه للشعر نشر الفيتوري العديد من الأعمال النثرية والنقدية، وبعض الدراسات في الصحف والمجلات العربية، وتمت ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية، ومن بين تلك الأعمال المترجمة: نحو فهم المستقبلية «دراسة»، التعليم في بريطانيا، تعليم الكبار في الدول النامية.
جوائزهحصل محمد الفيتوري على «وسام الفاتح» الليبي، و«الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» بالسودان.
شاعر إفريقيا والعروبةيُعتبر من رواد الشعر الحر الحديث، ويُلقب بشاعر إفريقيا والعروبة. وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.
الجمعة الأخيرةصباح الجمعة في الـ24 من إبريل بالمغرب التي كان يعيش فيها مع زوجته المغربية غادر الشاعر العربي الحياة عن عمر ناهز 85 عامًا بعد صراع طويل ومرير مع المرض.