محمود خليل الحصري.. 41 عامًا على رحيل «مُعلِّم القرآن»
في مثل هذا اليوم قبل 41 عامًا، رحل عن دنيانا رائد المصحف المعلّم، وأحد أهم قرّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وصاحب تسجيل القرآن بالإذاعة المصرية فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري.
ونرصد في السطور التالية، أبرز المحطّات في سيرة صاحب الحنجرة الذهبية الذي ولد في 17 سبتمبر 1917 بقرية شبرا النملة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، والتحق بكتاب القرية وهو في الرابعة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم مع بلوغه العاشرة من عمره.
قيثارة القرآن وطلب العلم
والتحق الحصري، بالمعهد الديني في مدينة طنطا وهو في عمر الثانية عشرة، وتعلّم القراءات على يد أكابر شيوخ وقراء الأزهر الشريف؛ وفي عام 1944م تقدم لامتحان الإذاعة وحصل على المرتبة الأولى من بين المتقدمين.
عُيِّن قارئًا بالمسجد الأحمدي بطنطا عام 1950م، ثم قارئًا لمسجد سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة عام 1955، ونال شهادة علوم القراءات العشر في عام 1958.
جاب الشيخ محمود خليل الحصري، دول العالم لتلاوة آيات الذكر الحكيم؛ فكان خير سفير لمصر، والأزهر الشريف، ونادى الشيخ لنشر أماكن لتحفيظ القرآن الكريم -الكتاتيب- في جميع قرى ومدن جمهورية مصر العربية.
وفي عام 1958عُيِّن وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية، ثم شيخًا لها عام 1961، كما عُيِّن خبيرًا بمجمع البحوث الإسلامية لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، ثم رئيسًا لاتحاد قراء العالم عام 1967.
رفض أن يتقاضى أجرًا عن تسجيل القرآن الكريم للإذاعة
سجَّل الشيخ، القرآن الكريم بعدة روايات للإذاعة، ورفض أن يتقاضى أجرًا عن هذه التسجيلات فكتب في استمارة تحديد أجره: «لا أتقاضى أي مال على تسجيل كتاب الله»، فسجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم عام 1961، والمصحف المرتل برواية ورش عن نافع عام 1946، والمصحف المرتل برواية قالون، ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري 1968، والمصحف المعلم 1969، والمصحف المفسر 1973.
وللشيخ العديد من الكتب العلمية، منها: أحكام قراءة القرآن الكريم، والقراءات العشر من الشاطبية والدرة، والفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير، ومع القرآن الكريم، ورحلاتي في الإسلام، والنهج الجديد في علم التجويد.
كُرِّم الشيخ محمود خليل الحصري بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1967.
وشيّد، في أواخر حياته مسجدًا، ومعهدًا دينيًّا، ومدرسةً لتحفيظ القرآن بمسقط رأسه، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظِه، وإنفاقه في وجوه الخير.
ورحل فضيلته عن عالمنا في يوم الإثنين 16 محرم سنة 1401هـ، الموافق 24 نوفمبر سنة 1980، ولا يزال صوته يشدو في ربوع العالم الإسلامي؛ صدقة جارية له، وإرثًا نبويًا يفيض بالخير.
