مي ياقوت تكتب: أنا صحفي ”مش منتحل”
مصر 2030لا أحد ينكر أبدا أن الرسالة الصحفية هي نبض الشارع ومرآة كاشفة لحال المجتمع، ولا أحد يمكنه أن الإدراك الحقيقي لحجم وأهمية الكلمة، خاصة في هذا العصر الرقمي، فالكلمة تغير مجريات الأمور وترسم صورة مستقبل وحاضر وماضي المجتمع الذي تحلله بدقة وإلى ماذا سيئول، أهمية الكلمة شيء يفوق الخيال، خاصة في حروب الجيل الرابع، فمن عدة كلمات تنطلق الشائعات لتضلل أو تشعل المجتمعات، ما يسر بالأمن القومي أحيانا للدول.
لذا يبرز دور الصحفيون المتخصصون والمعتمدون نقابيا، والذين تتشكل لديهم خبرات طويلة قادرة على وصف الحدث، وتحجيم الشائعة وتبرير المواقف وتوضيحها، فالصحافة سلطة يعطيها الشعب للصحفيين الذين يجب أن يكونوا على قدر المسئولية والتأهيل، وهو ما تفعله نقابة الصحفيين، وما يكتسبونه من خبرة خلال عملهم في مؤسساتهم أو صحفهم العريقة.
غير أن الوسط الصحفي يقابل الكثير من الكبوات، ويشارك أحيانا في الشائعات بسبب "منتحلي المهنة" لكونهم يرون بريقها فقط يلتصقون بها ويضعون لأنفسهم لقب صحفي بـ "كارنيه ورق"، وقد يكون بالأساس يمتهن مهنة أخرى لتبدأ المعاناة بأخطاء بالجملة واستغلال للناس شهدناه بطرق يندى لها الجبين إضافة إلى الإساءة للشكل العام لجموع صحفيي مصر فلا يوجد دولة في العالم يمتهن أي من كان فيها مهنة "الصحفي".
الآمال معقودة على المجلس الجديد أن يضع القضية ضمن أولوياته الأولى ليحافظ على المهنة ومن يمتهنونها بأن يقر الكثير من التوصيات موجبة العمل بمنع أولئك المندسون عنوة وأن يتواصل مع الجهات المعنية بعدم التعامل معهم لأنهم لا يخضعون لميثاق الشرف الصحفي أو قوانين ولوائح النقابة، وأن تنطلق حملة إعلانية كبيرة تؤكد على نبذ "المنتحلين" للمهنة لما يشكلوه من خطر عليها، ولكي تؤكد وتعرف المجتمع بـ"الصحفي"، ومن هو "مش صحفي"، ولكي تحد من استغلالهم للمهنة بشكل سيئ وأن تدعم قيمة "كارنيه النقابة "أمام كم" كارنيهات" غير معلومة المصدر أو موثقة ومع "كل من هب ودب".