بعد تفريعة قناة السويس الجديدة.. هل تحفر مصر نهر النيل الجديد في الصحراء الغربية؟
عمل متواصل ليلًا نهارًا، تعمل الكراكات للحفر يومياً لساعات طويلة على قدماً وساق، ورديات العمل بين العمال في ساعات النهار مستمرة، من أجل فتح مجرى جديد ومد خط لمياه نهر النيل من أجل تعمير الصحراء الغربية والزراعة والاكتفاء الذاتي من الغذاء لمصر على مدار السنوات القادمة، وذلك في مُقابل احتمالية انهيار سد إثيوبيا والمعروف إعلامياً بــ "سد النهضة" وإغراق دول إفريقية وبعض محافظات مصر مما استدعى فتح قنوات ومجاري جديدة من أجل التحوط من أي مخاطر بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لاستيعاب المياه، واستغلال الفرصة لزراعة المليون ونصف المليون فدان وإعمار الصحراء والاكتفاء الذاتي للغذاء وفتح فرص عمل جديدة ونقل التكتلات السكانية لأماكن أخرى في مصر وتعمير الصحراء، وبين مد المياه المالحة في تفريعة قناة السويس الجديدة ومد المياه العذبة في نهر النيل الجديد في الصحراء الغربية يبقى الهدف دائماً في التنمية الاقتصادية.
نهر النيل الجديد والقنوات المُعادية لمصر
عيشوا حياتكم.. هكذا كانت كلمات عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في افتتاح أحد المشروعات القومية والتي تتم كل يوم والآخر في مصر، من أجل فتح سوق الاستثمارات في مصر والدفع بعجلة الإنتاج والتنمية الاقتصادية، كل الأعمال التي كانت تتم تحدث سريعاً ويُفاجىء بها الملايين من المصريين بافتتاح المشروع للطمأنة لما يحدث من تطور في إقتصاديات الوطن، وهذا مايحدث أيضاً في مشروع مد مجرى مياه جديد لنهر النيل في الصحراء الغربية للتعمير، وماتم إسدال الستار عنه بعد نشر فيديوهات لها في أحد القنوات المُعادية في مصر والتي تُبث في تُركيا لانتقاد أسباب تنفيذ المشاريع في مصر، والذي قام بالرد عليه برنامج شهير على مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وصف بأن القنوات المُعادية لمصر تنتقد إقامة المشروعات الإنشائية والتي تخدم مصلحة الوطن من أجل التعمير والتشييد والبناء والتنمية.
يؤكد المهندس أحمد عمار الخبير الزراعي بمحافظة أسوان أن يتم مد مياه نهر النيل عبر مفيض توشكى وصولاً إلى مفيض باريس في محافظة الوادي الجديد بواسطة مستثمرين إماراتين للتنمية الزراعية وسد الاكتفاء الذاتي للغذاء في مصر.
نهر النيل الجديد وسد النهضة
مع كل تلك الافتراضات والتي تبدوا حقيقية من وقائع ملموسة، حول انهيار السدود وانتشار الحروب، فإن كل الترتيبات التي تقوم بها الدولة المصرية وفق استراتيجية البناء والتطوير والتنمية الاقتصادية جاءت بناء على دراسات الجدوى الاقتصادية والعائد منها.
نهر النيل الجديد والسد العالي
وفقاً لمؤرخي تاريخ مصر الحديثة، فإن بناء السد العالي ارتبط بالاتحاد السوفيتي إذ كان لهم النصيب الأكبر في وضع القواعد الإنشائية للسد، أدرك " مُهندسي السوفيت" وجود مخرات للمياه بجوار السد وقدموا تلك المعلومات للقيادة المصرية وقت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث أكدوا على وجود 3 مخارج لخروج مياه السد العالي- في حالة حدوث فيضانات أو زيادة للمياه- من ضمن تلك المخارج منطقة توشكى "خور توشكى".
وبالعودة إلى الأحداث الحالية، ومع الملىء الرابع لسد أثيوبيا واحتمالية انهيار السد، ومُطالبات غير محمودة بالدخول في الحرب وضرب السد الأثيوبي، بالإضافة إلى أخبار وتقارير انتشرت زاعمة أن مصر سوف تتعرض لجفاف، وعطش وجوع، إلا أن مصر وخاصة في عام 2023 لوحظ زيادة في نسبة المياه عن المعدل الطبيعي، وهذا مع هطول الأمطار، وفقاً لما أكده خبراء المناخ والبيئة.
نهر النيل الجيد وتنمية الصحراء
ويُشار إلى أن تلك الفيضانات قد أظهرت وجود بحيرات أخرى في قلب الصحراء وكانت تلك المجاري أو المخرات موجودة ولكنها جافة، ومع انتشار فيديو يوضح العمل على حفر مجرى لنهر النيل الجديد في الصحراء الغربية، فإنه يتم تفجير الجبال لفتح المجرى الجديد وإعطاء مساحة لمرور المياه، وذلك بعمق 10 متر تحت الأرض لكي تصل إلى أطراف محافظة الوادي الجيد والتي تشغل ثلث مساحة مصر مما يعني زيادة الرقعة الزراعية واليد العاملة وإحياء الصحراء وتوفير الإمكانيات لحفر آبار المياه الجوفية، وذلك للاستفادة من مياه مجرى نهر النيل الجديد في زراعة المليون ونصف المليون فدان زراعي.
وترصد المعلومات عن أن نهر النيل الجديد هو عملية زيادة أو مد لمفيض توشكى، من أجل استيعاب كمية من المياه الزائدة من نهر النيل وزيادة الرقعة الزراعية فضلاً عن التحوط من انهيار سد أثيوبيا بعد الملىء الرابع.
