أخطر الأزمات السياسية.. بيرو في عمق الهاوية
احتج المئات من المواطنيين في دولة بيرو بأمريكا الجنوبية، على السياسات الحالية للبلاد، وأصيب في التظاهرات حوالي 58 شخصا وقُتل نحو45 شخصا منذ بداية الأزمة في 7 ديسمبر الماضي بعد اشتباكات عنيفة في ساحة المعارك في أريكوبيا ثاني أكبر مدينة في بيرو.
وقال وزير الداخلية فيسينتي روميرو في بيان لوسائل الإعلام، إنه في منطقة بونو الجنوبية بالبلاد، هاجم نحو 1500 محتج مركزا للشرطة في بلدة إيلاف، واشتعلت النيران في مركز الشرطة، بحسب مانقلته وكالة رويترز.
وهزت الاحتجاجات بيرو منذ الإطاحة بالرئيس السابق بيدرو كاستيلو في ديسمبر بعد محاولته حل الكونجرس البيروفي لمنع إجراء تصويت على عزله.
وتُعاني بيرو من أزمات سياسية واجتماعية منذ السنوات الأخيرة، بعد إقالة الرئيس السابق بيدرو كاستيلو بتهم تتعلق بالفساد يُقال أنها مُلفقة وليست صحيحة، وبعدها تولت دينا بولورات رئاسة الدولة، والتي طالب الآلاف باستقالتها في الاحتجاجات الشعبية.
يبلغ تعداد دولة بيرو حولي 33 مليون نسمة، وهي دولة فقيرة حيث تصل نسبة الفقر إلى34% بحسب مؤشرات التنمية البشرية، وتعتمد في اقتصادياتها على الزراعة والصناعة والتعدين وصيد الأسماك والإنتاج اليدوي.
وأدى ظهور ملفات الفساد المتتالية إلى خروج الطبقة العاملة للتظاهر، وتآكل ثقة الشعب ضد الحُكام، وانعدام الثقة بين المؤسسات، هذا ما أدى إلى أن يكون لهذا البلد ستة رؤساء منذ عام 2016، واشتدت الاحتجاجات منذ ديسمبر بعد إعلان بيدرو كاستيلو قراره بحل الكونجرس.
وأطلق إقالة بيدرو كاستيلو العنان لموجة من الاحتجاجات التي تعكس أزمة مؤسسية عميقة بدأت بعد إقالة كوتشينسكي في عام 2017، عرف الكونجرس بـ "تنحية الرؤساء" ودور كيكو فوجيموري.
وتُشكل الأزمة السياسية الراهنة، مواجهة عنيفة نتيجة الصراع على السُلطة والخصوم في البرلمان وفشل الرئيس السابق في تشكيل 5 وزارات واتهامه بتهم تتعلق بالفساد، وكانت الاتهامات للبرلمان بالسعي إلى نسف الديموقراطية، ولكن البرلمان أمر بعزل " كاستيلو" وتعيين نائبته الأولى دينا بولوارتي رئيسة مكانه، وفي اليوم التالي، ظهرت صور كاستيلو في مواقع التواصل الاجتماعي وهو مقيد بالأصفاد، من قبل الشرطة، في طريقه إلى السجن.
كل ذلك أدى إلى ظهور الاحتجاجات وإعلان حالة الطوارىء ونزول الجيش والشرطة إلى الشارع، والمطالبة بحل البرلمان وإعادة الرئيس إلى منصبه وتشكيل دستور جديد للبلاد.
