سر وفاة العالم علي مصطفى مشرفة.. هل مات مسموما؟
يقول العالم علي مصطفى مُشرفة في سلسلة محاضراته الإذاعية "أحاديث العلماء": "هذه العقلية العلمية تعوزنا اليوم في معالجة كثير من أمورنا، وإنما تكمن الصعوبة في اكتسابها والدرج عليها، فالعقلية العلمية تتميز بشيئين أساسيين: الخبرة المباشرة، والتفكير المنطقي الصحيح"؛ كانت هذه جزء من أحاديث العالم علي مصطفى مشرفة العالم والأديب والذي برع في العديد من المواهب بجانب نبوغه العلمي في الفيزياء والرياضيات، كما نادى بربط العلم بالأخلاق والمال، والاقتصاد، وحل مشكلة الفقر.
ميلاد وحياة علي مصطفى مشرفة
ولد علي مصطفى مشرفة في محافظة دمياط في 11 يوليه عام 1898، ونشأ في أسرة ميسورة مادية ولها جاه اجتماعي، ونشأ على الشعور المرهف بالجمال وحبه للخير والمعاملة الطيبة للضعفاء والمساكين.
نبغ "مشرفة" في سن مبكرة في الفيزياء وكانت نظرياته الجديدة هي سر شهرته وأضاف نظريات في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس والسرعة، حيث أثبت في نظريته أن المادة إشعاع في أصلها ويمكن اعتبارها صورتين لشىء واحد يتحول لإحداهما الآخر ومهدت النظرية لتحويل المواد الذرية إلى إشعاعية.
علي مصطفى مشرفة وحياته الدراسية
حصل مشرفة على الشهادة الابتدائية عام 1907 وكان ترتيبه الأول، وبالرغم من وفاة والده، لم يوقفه ذلك عن التعليم وحب الكفاح بل ارتفع لديه الحس التربوي في شخصيته، فحفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وكان يقيم الشعائر الدينية كما علمه والده، وظلت هذه مرجعيته طوال حياته.
التحق مشرفة بمدرسة المعلمين العليا عام 1914، واختارها بحسب رغبته وتم اختياره في البعثة العلمية في إنجلترا عام 1917 بعد أن اطمأن على زواج شقيقته والتحاق أخوته بالمدارس الداخلية، حيث درس "مشرفة" في كلية نوتنجهام ثم كلية الملك بلندن، وحصل على بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف عام 1923، ثم شهادة دكتوراة الفلسلفة من جامعة لندن، وعند عودته إلى مصر عُين مُدرسا بمدرسة المعلمين العليا، وسافر مرة أخرى ليحصل على دكتوراة في العلوم، وأصبح أول مصري يحصل على هذه الشهادة.
في عام 1925 رجع إلى مصر، وعين أستاذًا للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة "أستاذ" في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أقل من سن الثلاثين، واعتمد الدكتور "علي" عميدًا للكلية في عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات.
حياته العلمية وأبحاثه
تمكن مشرفة من البدء في الأبحاث العلمية في عمر صغير لم يتجاوز الـ 15 عاما، ونشر أول خمسة أبحاث حول نظرياته الكمية التي نال عنها درجتي العلوم، ودكتوراة الفلسفة، حيث دارت الأبحاث حول تطبيق النظرية الكمية بصورة مُعدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان، كما أن "مشرفة" يُعد أول من قام ببحوث علمية تتعلق حول إيجاد مقياس الفراغ حيث كانت هندسة الفراغ مبنية على نظرية "أينشتاين" التي تتعرض فقط لحركة الجُسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
كما أضاف "مشرفة " نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع والسرعة عدت من أهم نظرياته وسببًا في شهرته وعالميته، كما كان من العلماء الذين عرفوا سر تفتت الذرة وكيفية صناعة القنبلة الهيدروجينية وأحد الذين حاربوا استخدامها في الحرب، وهو أول من نادى بالبحث عن معدن اليورانيوم بصحراء مصر الشرقية.
نشر "مشرفة" العديد من الأبحاث العالمية التي تتعلق بنظريات الكم في الذرة والإشعاع والميكانيكا والديناميكا والتي سجلت 25 بحثا منشورا في الدوريات العلمية.
وفاة علي مصطفى مشرفة
توفى العالم مصطفى مشرفة في 16 يناير 1950م إثر أزمة قلبية فى بيته، وشُيعت جنازته من ميدان الإسماعيلية بقصرالنيل، وقامت 30 هيئة بنعيه بالصحف المصرية، ونعته الإذاعة ورؤساء تحرير 13 جريدة ومجلة مصرية، كما قام ألبرت آينشتاين أعظم علماء عصره بنعيه قائلاً: "أعزي العالم في تلك الخسارة العلمية الكبيرة مؤكدا أن اسمه وإنجازاته لن تنسى أبدا".
أقامت الجامعة المصرية حفلة تأبين له في مارس عام 1950م، وتبرعت أسرته بمبلغ مالي يخصص ريعه سنويا على أوائل الطلبة بكلية العلوم، ويُشاع أنه توفى مسموما في ظروف غامضة على يد الموساد الإسرائيلي أو يد مندوب الملك فاروق ونشرت تقارير صحفية تؤكد ذلك في ذلك الوقت، ولكن كتاب دكتور علي مصطفى مشرفة: ثروة خسرها العالم من تأليف شقيقه الدكتور عطية مشرفة ينفي تماما هذه الأقاويل ويؤكد أنه مات على فراشه.
اقرأ أيضا:بتكلفة 850 مليون جنيه.. تطوير ميناء العريش ضمن استراتيجية تطوير الموانئ المصرية
