الشيخة تناظر.. الذكرى الثانية لرحيل مُعَلِّمة الصبيان التي نعاها الإمام الأكبر
كتب- أحمد العلامي مصر 2030عامان مضيا على رحيل صاحبة القرآن، تلك الشيخة التي علّمت القرآن لآلاف وآلاف من الأطفال، والشباب، والذين أضحوا اليوم شيوخًا، وأئمة كبارًا؛ فنعم العلم علمُها، ونعم الذكرى ذكراها.
الشيخة تناظر النجولي، حرص والدها على تعليمها القرآن، فعشقته واجتهدت في طلب تعلمه بالروايات السبع، حتى قالت: «والدي كان فلاحًا وكنت أسهر وأنام وأنا أقرأ القرآن، عند معلمتي القرآن».
مُعَلِّمة الصبيان
فقدت الشيخة تناظر بصرها وهي صغيرة فبَصِرت بالقرآن الكريم، فأضحت أقدم قارئة ومحفظة للقرآن في محافظة الغربية، وهبت حياتها لتعليم القرآن الكريم، حتى فاضت روحها وهي تعلم الصبيان.
أخذت الشيخة تناظر، القرآن عن 3 شيوخ بالقراءات السبع بطريق الشاطبية، فحفظته وهي بنت التسع سنين، وعند ما أتمت الثامنة عشرة من عمرها حفظت القراءات السبعة والعشرة، فقدت بصرها وهي صغيرة بعد ما أُصيبت بالحصبة، وكانت انطلاقتها لحفظ القرآن بدون التجويد مع الشيخ عبد اللطيف أبو صالح، ثم انتقلت إلى الشيخ محمد أبو حلاوة لتتعلم على يديه التجويد، ومكثت عنده تطلب العلم، وقرأت عليه القراءات السبع حتى وصلت إلى سورة يونس، ثم انتقلت إلى الشيخ سيد عبد الجواد وقرأت عليه القراءات السبع من طريق الشاطبية.
أكملت الشيخة تناظر، طريقها لتعلم الصبيان القرآن، حتى وافتها المنية على كتاب الله الذي وهبت حياتها له نحو قرن من الزمان، فارتقت إلى الرفيق الأعلى وهي بنت 97 عامًا، ولم تتوانَ عن تحفيظ القرآن في صحتها وعافيتها، أو في فراش مرضها، حتى في مرض موتها كانت تسمع الصبيان والشيوخ القرآن فأنعم بها من عالمة؛ حتى أرسل لها تلاميذها الرحمات تلو الرحمات لعلها تكون شفيعة لها يوم العرض، وهي التي تبعث وهي تتلو القرآن، وتحمله.
نعي الإمام الأكبر
وكما أكرمت الصبيان بتعليمهم القرآن، نعاها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف قائلًا: «فقدت الأمة الإسلامية نموذجًا مضيئًا، أنار الله بصيرتها بالقرآن، سعت في طريق الخير تضرب أروع الأمثلة في نشر علوم القرآن، الشيخة تناظر النجولي، إحدى أكبر القراء والمحفظات سنًّا، فاللهم اجعل القرآن الكريم شفيعًا لها، وتغمدها بواسع رحمتك ومغفرتك يا أرحم الراحمين، (إنَّا لله وإنا إليه راجعون)».