الشعراوي رمزًا.. الضرب في الدين وشهرة الترند
مها البديني مصر 2030دون أى مبرر تتكرر حملات الهجوم على رموز مصر الدينية والوطنية، ومن بينهم إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى؛ محاولات يائسة لضرب الدين متمثلا فى الرموز الكبيرة التى أحبها المصريون، على مدار خمسين عاما ملىء بأيات القرآن وتفسيره لها بأسلوب سلس، ومنها تسلل إلى بيوت المصريين بعذوبة، وارتقى بأفكارهم، للسمو والعلو في التعاملات الأخلاقية.
جدتى الأمية مثل الكثيرات فى عهدها، اللاتى تأثرن به، بل جيلاً كاملاً تأثر بالشيخ الشعراوى ودخل إلى وجدانه، كانت تفتح التلفاز كل يوم بعد صلاة الجمعة لتستمع إلى تفسير آيات من الذكر الحكيم من لسان بديع أصيل وبسيط من الشيخ الشعراوى، هذا التأثر الذي تغلغل فى نفوسنا وأصبح أثرا ورمزا، فحين تمر فى شوارع المحافظات، المدن، المراكز، القرى، النجوع، ستكتشف من بعض اللافتات عليها صور وعبارات للشيخ الشعراوى أنه لا يزال حيا يُرزق، فى ضمير المجتمع حضوره الكبير ومريدوه فى كل مكان فاق كل التصورات ومصداقيته الشديدة دخلت جميع الأركان.
اختص الله الشيخ الشعراوى بــ" كاريزما" تُجيد ضبط الإيقاع والإقناع وهي جزء من شخصيته، فى لغة الجسد التى يجيدها ويحبها الناس منه مع إلمامه بالثقافة اللغوية والتاريخ الإسلامى، وهذا كان ظاهرا فى أدائه بالتلفزيون، كما تم شرح تفاصيل وجزء كبير من حياته في مسلسل الشعراوى "إمام الدعاة" بطولة حسن يوسف وعفاف شُعيب، وذلك قبل أن يُقترح تنفيذ وعمل مسرحية عن قصة حياته، والتى أثارت جدلاً إلى أن وصل الأمر إلى تقديم طلب إحاطة فى مجلس النواب من النائب كريم طلعت السادات، بشأن التطاول الممنهج على الشيخ الشعراوى، باعتباره رمزًا وطنيًا وقيمة وقامة دينية يعتز بها المسلمون والعرب، والسؤال لماذ الضرب فى رمز دينى راحل الآن؟
وللرد على هذا التساؤل، وصف مركز الأزهر للفتوى الالكترونية بأن العُلماء ورثة الأنبياء، وانتقاصهم تشويه لمعنى القُدوة الصالحة، والغرض من تهوين مكانة العلم فى نفوس الناس هو تبديد لعقود الأمة وهويتها فكرا وثقافة وحضارة وإخلاء الساحة للنماذج الرديئة التي لا تُجنى سوى الضعف والتميع والإنسلاخ وهى جريمة في حق الفكر والإبداع والوعى المستنير، حيث أن تبجيل العلماء للتقرب من الله، هذا ليس لكونهم معصومين من الخطأ، بل لما حملوه من نور الفهم فى قلوبهم، وماتحلوا به من أخلاق راقية.
اقرأ أيضا:منها وقف المزاولة.. عقوبات بالجملة تنتظر المحامين المخالفين للقوانين وأعراف المهنة