قصة ولا في الخيال .. الحاجة فايزة عرفت طريق ولادها بعد أكثر من 30 عامًا غياب
خلود صلاح مصر 2030دموع من الحزن ودعوات كانت سبيلاً للمعجزات، سنوات من الغياب وقلب الأم مفطور على فقدان أبنائها، أحياء أم أموات تساؤلات دون إجابة كانت تدور بعقلها، ولكن حسن الظن بالله والصبر والدعوات الخالصة كانت سلم النجاة وبابًا لتحقيق المعجزة بلم شمل الأم وأبنائها بعد غياب أكثر من 30 عاماً.
قصة ولا فى الخيال.. "فايزة" التقت أبناءها بعد أكثر من 30 عامًا غياب
"أول ما شفتهم قدامى وكلمتهم فيديو وسمعوا صوتى أغمى عليا من الفرحة" بهذه الجملة بدأت الحاجة "فايزة " تروى حكاية لم شملها مع أبنائها لـ"بوابة مصر 2030" قائلة: وُلدت بمدينة دمنهور، محافظة البحيرة، عام 1955م، وتزوجت فى أواخر السبيعينات من رجل فلسطينى سورى، وانتقلت للعيش معه فى حلب بسوريا، أنجبت منه طفلين سامر ورضا، وفى يوم نزلت مصر فى زيارة وكان معى ابنى رضا ووقتها كان عمره 9 سنوات، ولكن طلب منى والده أن يرجع سريعاً لبدء الدراسة بعد مرور شهرين، وبالفعل سافرت أنا وابنى إلى ليبيا لأقابل زوجى وطلبت منه أن أدخل معهم سوريا ولكنه رفض، وعدت إلى مصر.
وأكملت "فايزة" منذ ذلك الوقت وانقطع التواصل مع أبنائى ولم أعلم عنهم شيئًا ولا أملك سوى البكاء والحسرة على فراقهم، ومرت السنوات وأنا اعتقد أنهم توفوا بحرب سوريا، ولكن الدعاء كان سلاحى لتغير القدر ولم آرهم تركت سامر وهو 13 عاماً وسامر 9 سنوات، كنت أنظر لألبوم الصور وأبكى عليهم وفقدت الأمل لعودتهم لحضنى مرة أخرى، ولكن حدثت المعجزة بعد مرور أكثر من 30 عاماً ليأتينى خبرًا بأن ابنى رضا يبحث عنى على فيس بوك وعلمت أنهم على قيد الحياة.
ليكمل عم "حلمى البسومى" مرسال الخير والفرح لقلب الحاجة فايزة، والذى رأى منشور ابن فايزة على فيس بوك وهو يبحث عنها، ليصبح العم حلمى هو حلقة التواصل بينها وبين أبنائها المفقودين من ما يقارب 30 عاماً، وهنا يبدأ "البسومى" يروى ما حدث قائلاً: كنت أتصفح على فيس بوك ورأيت منشوراً على صفحة "أطفال مفقودة" مكتوباً به اسم الحاجة فايزة وقصة ابنائها وهنا على الفور اتصلت هاتفياً بشقيقتها لأبلغها بالخبر السار والمعجزة الإلهية، فأنا أعلم قصة فايزة منذ زمن حكماً بأنها جارتى، وبالفعل تواصلنا مع "رضا" ابن الحاجة فايزة وتحدثوا فى مكالمة فيديو ومن شدة فرحة اللقاء بعد هذه العقود أغمى على الابن وأمه.
وقالت "فايزة" لم أصدق أن أبنائي على قيد الحياة وحكوا لى أنهم هاجروا من سوريا إلى ألمانيا خاصة بعد وفاة أشقائهم من الأب بسبب الحرب، والآن أصبح عمر سامر 40 عاماً ورضا فى الثلاثينيات، ورأيت أحفادى وهذه كانت أسعد لحظة بحياتى وحتى الآن لم أصدق ما حدث ولكننى تذكرت مقولة والدتى قبل وفاتها كانت تقول دائماً "مسير الحى يتلاقى" وكنت ادعى الله فى سجودى دائماً بأن يجمعنى بهم.
ووجهت الحاجة فايزة رسالة للمسئولين تطلب منهم بأن يسمحوا لأبنائها بزيارتها فى مصر، ولكنها لا تعلم كيفية عمل الإجراءات المطلوبة.