«عم ناصر» عامل نظافة بذراع واحد.. 15 عامًا من الكفاح تحت حرارة الشمس وبرد الشتاء
خلود صلاح مصر 2030كالجندى يقف وفى يده مكنسة من سباط النخل على رأسه الشمس المتوهجة كالبركان، مبتسمًا للمارة بالشارع والتشققات بوجهه ورأسه المشتعلة شيبًا تروي سنوات من الشقاء لجلب الرزق الحلال، وُلد بيد واحدة والأخرى غير مكتملة الكف والأصابع، إعاقته لم تعرجل سبيل عمله بل اعتاد واستمر فى العمل لينفق على بناته الثلاثة.
يتساقط العرق من جبينه كقطرات المطر دؤوب فى عمله وعلى كل الجهات يذهب مترجلًا ساحبًا أمامه عربة القمامة بعدما ينظف الشارع، مفتخرًا بعمله ومؤمنًا بمقولة "النظافة من الإيمان، وإن الله جميل يحب الجمال" وبطيبته وجهده فى العمل استطاع أن يكسب قلوب المنطقة المسؤول عن نظافتها، وحصل على لقب عامل النظافة المثالى بمحافظة البحيرة.
15 عاماً من الشقاء..قصة كفاح عم ناصر عامل النظافة المثالى بالبحيرة
رصدت عدسة بوابة مصر 2030 "عم ناصر" عامل النظافة المثالى بمحافظة البحيرة، صاحب الـ50 عامًا والوجه البشوش بإيتاى البارود، ليروى قصتة الملفتة لأنظار الجميع وكفاحة لتحدى إعاقته ومحاربة مرضه بالضغط المرتفع بالإضافة لإجراءه عملية لتوسيع شرايين قلبة مع عمله بتنظيف الشوارع يومياً لأكثر من 8 ساعات تحت حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
"الشغلانة دى جاتلى من عند ربنا والحمد لله بكسب بالحلال بإيد واحدة" هكذا بدأ ناصر جمعة محمد عبدالمعطى صاحب الـ50 عامًا حكايته وبدايته فى العمل بالنظافة قائلًا: ولدت بإعاقة بيدى اليمنى بصوابع وكف غير مكتملين ولكن لم استسلم واشتغلت حتى أربى بناتى وأعلمهم، وقمت بالتقديم منذ 15 عامًا حتى أعمل بنظافة الشوارع وأكرمنى الله واتقبلت ومن حينها وأنا أعمل بها وراضى بقسمتى ونصيبى.
الشغل مش عيب..شعار عم ناصر فى مواجهة ظروفه القاسية
وأكمل "عم ناصر" الشغل ليس عيبًا طالما بالحلال، ويوميًا مسول بتنظيف شارع المدارس بمدينة إيتاى البارود، بمحافظة البحيرة، وأبدأ عملى من الساعة 1 ظهرًا وحتى الـ 7 أو 8 مساءً على حسب ضغط العمل، وأحب عملى واجتهدت فيه ولذلك لقبونى بعامل النظافة المثالى وكرمنى محافظ البحيرة أكثر من مرة لعملى الدؤوب بما يرضى الله.
وتابع "عامل النظافة" ربنا بيعوض ولا أنظر لإعاقتى، واتحدى مرضى الغير مناسب لعملى بالنظافة ولكن هذا رزقى ولابد أن استمر لأنفق على أسرتى، مضيفًا: "أنا مريض ضغط مرتفع وحرارة الشمس تؤذينى، بالإضافة أننى قمت بإجراء توسيع لشرايين قلبى ورائحة القمامةوالأتربة والمجهود يزيدوا من تعبى وضيق نفسي، وأتمنى أن يتم تثبيتى فى هذه الوظيفة وأن يكون لدينا مكان مخصص للراحة من حرارة الشمس والمطر بالشارع بدلاً من الجلوس على الرصيف، وطلب من المواطنين أن يراعوا عمال النظافة ويضعوا القمامة فى الصناديق وخاصة الزجاج والحقن حتى لانتأذى نحن عمال النظافة.