صلاح منتصر : تلكأ الأمم المتحدة في إخراج المليشيات المسلحة من ليبيا لن تقبله مصر

كشف الكاتب الصحفي صلاح منتصر، أن القاهرة لن تقبل بفرض سياسة الأمرعليها في ليبيا باستمرارعمل المليشيات المسلحة داخل الأراضي الليبية.

وقال منتصر: أن هناك تلكأ أممي بشأن استمرار تواجد المليشيات المناصرة لتركيا علي التراب الليبي ، بهدف فرض سياسة الأمر الواقع علي الشعب الليبي، لحين الإنتهاء من الانتخابات المقررعقدها 24 دسيمبرالمقبل بوجود موالون لها في البرلمان أو الرئاسة .

وأكد صلاح منتصر فى مقال له بجريدة الأهرام: أن القاهرة أعلنت رفضها التام لوجود عناصر إرهابية داخل ليبيا ، وأن سياسة فرض الأمر الواقع لن تجدي لها صدي لدي القاهرة .

وإليكم مقال الكاتب الصحفى صلاح منتصر..

 

رغم كل الجهود الدولية والإقليمية المتواصلة بشأن الأزمة الليبية وضمنها الاجتماع الأخير الذى استضافته مصر مطلع هذا الأسبوع لوضع خطة وآلية محددة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا... برغم كل ذلك فلابد أن أقول: إنه ليست هناك حتى الآن أى بوادر مشجعة تشير إلى أننا أصبحنا على مقربة من إمكانية رؤية التراب الليبى نظيفا طاهرا وخاليا من كل أشكال الوجود والتدخل العسكرى الأجنبي.

والحقيقة أن موقف مصر من هذه القضية واضح وثابت وقد أعاد وزير الخارجية سامح شكرى التأكيد عليه خلال لقائه على هامش اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة فى القاهرة مع المبعوث الأممى « يان كوبيتش « وطبقا لما صرح به السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية فإن الوزير سامح شكرى أكد للمبعوث الأممى ضرورة أن تفضى أية تحركات دولية فى هذا الشأن إلى خروج كافة أشكال التواجد الأجنبى بالتزامن وبلا استثناء أو تفرقة.

ويعزز من أهمية ثبات الموقف المصرى – حسب اعتقادى – استشعار القاهرة الصادق لمخاطر التلكؤ الأممى فى التعامل مع إصرار تركيا على رفض سحب قواتها والمرتزقة الذين جلبتهم من سوريا إلى ليبيا الأمر الذى يهدد تطبيق خارطة الطريق الأممية واستحقاقاتها الواجبة وفى مقدمتها إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى موعدها المحدد يوم 24 ديسمبر المقبل.

ولا شك أن هذا الموقف المصرى الحازم والحاسم يعنى إدراكا صحيحا من جانب مصر بأن التلكؤ الأممى فى مواجهة التعنت التركى يشكل أمرا خطيرا يهدد خارطة الطريق ولكن ما قد يلى ذلك قد يكون أخطر وأخطر.
إن بقاء المرتزقة والقوات الأجنبية على أرض ليبيا هو نقطة الخطر التى لا تهدد فقط أمن واستقرار وسيادة ليبيا وتعيق سعى الشعب الليبى المشروع نحو إعادة بناء دولته المستقلة وإنما هو أيضا بمثابة السماح باستمرار أوضاع غير شرعية يترتب عليها أوضاع شديدة الخطر علينا وهو ما لن تسمح به مصر أبدا.

والرسالة واضحة لكل من يهمه الأمر ولكى لا يخطئ أحد فى فهم محتوى ومغزى ما أكدته مصر للمبعوث الأممى فإن مصر دولة تعرف أهدافها جيدا وتتعامل مع الأزمات والتحديات تحت مظلة الشرعية الدولية وبالفهم العميق لأوضاع العالم وموازينه!