جيهان فوزي : كيف يواجه بايدن بناء مستوطنات إسرائيل الجديدة ؟

وافقت حكومة نفتالي بينيت الإسرائيلية علي بناء مستوطنات جديدة داخل الضفة المحتلة. القرار الذي وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية فى الساعات الأخيرة هي مواجهة جديدة لإسرائيل أمام البيت الأبيض برئاسة بايدن .

فكانت المواجهة الأولى خلال الأسابيع القليلة الماضية بقصف الطيران الإسرائيلي لقطاع غزة بحجة ضرب تصفية قيادات بحركة حماس داخل قطاع غزة والتي كانت المواجهات بين البيت الأبيض برئاسة جو بايدن والحكومة الإسرائلية الجديدة في ذلك الوقت برئاسة نفتالي بينيت والتي انتهت بانصياع الأخير بوقف القصف الجوي علي غزة .

ويأتي بناء 3144 وحدة سكنية داخل الأراضي المحتلة بداية جديدة بين بينيت وبايدن حذر فيها الأخير من البناء داخل الأراضي المحتلة.

وإليكم مقال الكاتبة جيهان فوزى بصحيفة الوطن:ـ

إسرائيل تتحدى بايدن


هى المرة الأولى التى تقوم فيها الحكومة الإسرائيلية، برئاسة «نفتالى بينيت»، وخلال فترة تولى «جو بايدن» الرئاسة فى الولايات المتحدة، بالمصادقة على البناء فى المستوطنات بالضفة بشكل موسع، حيث وافقت لجنة المصادقة على البناء فى المستوطنات فى الإدارة المدنية الإسرائيلية أمس الأول على بناء 3144 وحدة سكنية فى المستوطنات، رغم ضغوط من الولايات المتحدة. وهذه هى المرة الأولى التى تتم فيها الموافقة على بناء واسع النطاق فى المستوطنات خلال حكومة بينيت وأثناء إدارة بايدن، فالمرة الأخيرة التى تمت فيها المصادقة على بناء فى المستوطنات كانت قبل تسعة أشهر فى عهد حكومة بنيامين نتنياهو، فى شهر يناير الماضى. فقد أعلنت واشنطن بوضوح عن رفضها للتوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية، فهل يمكن أن تتحول الضغوط الأمريكية من أقوال إلى أفعال؟ خاصة بعد التصريحات الصارمة التى جاءت على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بشأن بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة فى الضفة الغربية؟

للمرة الأولى منذ عام 2017 تتخذ الإدارة الأمريكية موقفاً حاسماً وواضحاً من الاستيطان الإسرائيلى فى الضفة الغربية، والذى طالما كان حجر عثرة تضعه إسرائيل لإفشال أى مفاوضات مع الفلسطينيين، فقد حملت تصريحات «نيد برايس»، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، قبل يومين، لهجة حادة لا تقبل التأويل، حين اعتبر أن هذه الخطوة مرفوضة كلياً من الولايات المتحدة لأنها مستفزة للغاية وتعطل حل الدولتين. ومن هذا المنطلق أكد برايس رفض الإدارة الأمريكية للإجراء الإسرائيلى، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية ستواصل الاتصالات مع إسرائيل لكى تتأكد من أنها قد تلقت الرسالة الأمريكية بشكل واضح وأكيد.

يبدو أن الموقف الأمريكى الضاغط والحازم لا يتعلق فقط بموضوع الاستيطان، بل يتعلق أيضاً بخلافات جدية بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية حول عدة قضايا خلافية ومفصلية، يأتى فى مقدمتها ملف إيران النووى، الذى أصبح مصدر توتر شديد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلاً عن الحرب الأخيرة على غزة، التى أثارت الاستياء الأمريكى بوضوح، بالرغم من انتهاج «نفتالى بينيت»، رئيس الوزراء الإسرائيلى، أسلوباً مغايراً عن نتنياهو فى التعامل مع الإدارة الأمريكية، من حيث المرونة، وهو يُبدى رغبة جادة فى الوصول إلى تفاهم مع الإدارة الأمريكية، كى يجنب إسرائيل مخاطر خلاف قد يكون ثمنه غالياً إذا ما تعمَّق بينهما. لكن ربما يكون الموقف الأمريكى ليس حاسماً بما يكفى لإرغام إسرائيل على التراجع عن قرارها ببناء الوحدات الاستيطانية، إلا أنه بالتأكيد يمثل مؤشراً مهماً على اتجاه الإدارة الأمريكية على الأقل، ويرسل إشارات واضحة بأن الولايات المتحدة لن تغضّ النظر، ولن تتسامح بعد اليوم مع السلوك إسرائيلى، فقد ضاقت ذرعاً بسياساتها الاستيطانية المعرقلة لأى خطوات فى اتجاه إنهاء الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، وأن الإدارة الأمريكية قادرة على أن تلجأ مستقبلاً إلى مزيد من الإجراءات التى قد تصل إلى فرض بعض العقوبات على إسرائيل، وهو أمر غاية فى الخطورة، وتتحسب منه حكومة بينيت، لأنه سيؤدى حتماً إلى انشقاقات داخل إسرائيل، وربما يُسقط الحكومة أيضاً، فى ظل الانتقادات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الاستيطان، حيث يسعى رئيس الحكومة نفتالى بينيت إلى التهدئة والامتناع عن تصعيد التوتر داخل مكونات الائتلاف الحكومى، لذلك أصدر تعليماته لأعضاء حزب «يمينا» بالتزام الصمت والامتناع عن الإدلاء بتصريحات تتعلق بشركاء الائتلاف، والضفة الغربية، والاستيطان.

خاصة أن الولايات المتحدة ترغب فى توفير أجواء مريحة فى الشرق الأوسط بعيداً عن التوتر ومنع التصعيد، فى ظل الأزمات المتلاحقة التى تعصف بالمنطقة الأوسطية، وفى ضوء التوازنات والتحالفات الجديدة.