قصة العدوان الثلاثي على مصر من البداية للنهاية
أحمد الليثي مصر 2030العدوان الثلاثي على مصر أو حرب السويس أو حملة سيناء أو العملية قادش، تتعدد أسمائها ولكن الحدث واحد سُجل في التاريخ في العام 1956 عن قصة الصمود المصري أمام عدوان شنته ثلاثة دول على مصر هي "بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل".
ويعتبر العدوان الثلاثي هو ثاني المواجهات العربية الإسرائيلية المباشرة بعد حرب فلسطين عام 1948، كما أنها واحدة من أهم الأحداث العسكرية على الصعيد العالمي، والتي أعادت رسم خريطة الموازين الدولية في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
أسباب العدوان الثلاثي على مصر
بدأت أسباب العدوان الثلاثي على مصر بعد توقيع اتفاقية جلاء بريطانيا عن مصر في العام 1954 في أعقاب مفاوضات مصرية بريطانية شرسة بالتزامن مع مقاومة شعبية لقوات الاحتلال الإنجليزي في منطقة القناة، ثم مشروع الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، لبناء السد العالي، في ظل عمليات الشد والجذب بين مصر وإسرائيل المستمر على الحدود منذ حرب فلسطين عام 1948.
وكان من الأسباب المهمة كذلك للعدوان الثلاثي على مصر إعلان الرئيس جمال عبد الناصر عدائه لإسرائيل وتضييق الخناق على سفنها في قناة السويس وكذلك في خليج العقبة، وهو ما دفع الأخيرة لشراء السلاح من فرنسا، بينما طلبت مصر شراء السلاح من أمريكا وبريطانيا ولكنهما ماطلتا تسليم الصفقة.
فتوجه الرئيس عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي في هذا الوقت ووافق الأخير على بيع السلاح لمصر، مما أثار حفيظة بريطانيا وأمريكا اللتين بدأتا التخطيط للانتقام من عبد الناصر بتحجيم دوره وما أثار حفيظتهم أكثر هو إعلان مصر تأميم قناة السويس.
قصة العدوان الثلاثي على مصر من البداية للنهاية
بدأت قصة العدوان الثلاثي على مصر بهبوط قوات إسرائيلية في عمق سيناء في أكتوبر عام 1956، ثم توجهت إلى منطقة القناة، ثم بعد ذلك بساعات تدخلت كل من بريطانية وفرنسا بحجة وقف القتال بين مصر وإسرائيل، وأطلقتا إنذار بوقف القتال وانسحاب الطرفين لمسافة عشرة كيلو متر عن قناة السويس، والقبول بسيطرة القوات الإنجليزية الفرنسية على مدن القناة بحجة حماية الملاحة في قناة السويس.
إلا أن مصر أعلنت رفضها لإنذار الفرنسي الإنجليزي وبعد ساعات قليلة بدأت كل من فرنسا وإنجلترا شن هجوم على مصر بغارات جوية على مدن القناة الإسكندرية والقاهرة، وقاومت القوات الشعبية في بورسعيد العدوان ببسالة وسط مساندة دولية لرفض الاحتلال الانجليزي الفرنسي لمصر، وبعد أسابيع من المواجهة والصمود تم إنزال العلم الإنجليزي من على مبنى هيئة قناة السويس وانسحاب قوات فرنسا وانجلترا في 22 ديسمبر.