18 نوفمبر 2024 07:46 16 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الفنون

أماني أبو عيسى تكتب: الإعلام شماعة للفن الهابط وإنجازات الرئيس غير حاضرة على محكمة السوشيال ميديا وحفلة عمرو بـ100 ألف

أماني أبو عيسى
أماني أبو عيسى

مر على الذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو أكثر من أسبوع، انتظرت خلاله أن يتناول البعض الإنجازات التي حققها رئيس مصر البطل عبد الفتاح السيسي، ليس على مدار التسعة أعوام الماضية، ولكن أقلها في احتفال الثورة الماضي، وما قدمته مبادرة «هدية الرئيس»، ولكن لا حياة لمن تنادي، انشغل الجميع بتذاكر حفل عمرو دياب الخيالية، وفستان الفنانة الفلانية، وخناقة العازف مع مؤدي المهرجانات، وأغنية محمد رمضان عملت كام مشاهدة، بالإضافة إلى «الخناقة» القائمة يوميًا في قضية إعدام قاتل نيرة أشرف بين مؤيد ومعارض وكأن الحكم سيصدر من منشور على ساحة القضاء القائمة بمواقع التواصل، مع الاتهام المستمر للإعلام بأنه السبب الأول في المصائب التي تحدث في المجتمع.

مبادرة هدية الرئيس

دعونا في البداية نوضح مبادرة هدية الرئيس، والتي جاءت في إطار احتفال حزب مستقبل وطن بقيادة المهندس أشرف رشاد بذكري ثورة 30 يونيو، والتي انطلقت في محافظة شمال سيناء، وتمثلت في استبدال سيارات الأجرة القديمة والتي بلغ عددها 215 سيارة تعمل بالبنزين بسيارات جديدة تعمل بالغاز بدون أي مقابل، وهذه السيارات ستحقق عدة فوائد اقتصادية للسائقين، وتحد من التلوث البيئي، فضلا عن الارتقاء بالصناعة الوطنية للسيارات، أما كان هذا الحدث أولى بالتهليل والإشادة بما تقدمه مصر لأبناءها.
الأمر لم يتوقف هنا بل نظم حزب مستقبل وطن بالمنيا ضمن مبادرة هدية الرئيس السيسي حفل زفاف جماعي لـ 100 عريس وعروسة يمثلون جميع مراكز المحافظة، وشهد تسليم كل عروس 6 أجهزة كهربائية، وهو ما تم أيضًا في محافظة الإسكندرية التي احتفلت بزفاف 120 عريس وعروسة.

ألم يكن هذان الحدثان وهما نقطتان في بحر من ما يحدث من إيجابيات في مصر يوميًا أجدر وأحق بالإشادة والتناول على صفحات السوشيال ميديا، وصفحات الفنانيين الذين شغلهم الرد على كل من انتقد الفن وما يقدمه من رسائل مبتذلة وتجارية -إلا ما رحم ربي- وتوجيههم النقد للإعلام واتهامه بكل ما يحدث دون سند أو مرجع، أن يهتموا ولو قليلًا بإنجازات مصر ورئيسها والإشادة بها حتى من باب نشر الإيجابيات وهو دور أصيل من أدوار القوة الناعمة.

ولكن اهتمت مواقع التواصل بحفلة عمرو دياب التي لا أعلم حقًا بأي عقل تصل تذاكر حفله إلى 100 ألف جنيه كما يتناول البعض!!!.

كما خرج أكثر من فنانة وفنان يؤكدون أن الفن ما هو إلا مرآة المجتمع يعكس ما يحدث ودوره ليس التقويم ولا التربية «احنا مش تربية وتعليم احنا بقينا مجرمين في أعمالنا علشان المجتمع هو اللي علمنا الإجرام»، وهذه النظرية تقول إنه إذا شهد المجتمع جريمة قتل بشعة فعلى الفن أن يقدمها على الشاشة ليراها من لم يراها في الحقيقة.

وأرد على هذه النقطة مستشهدة بأغنية لصوت مصر وسيدة الغناء العربي أنغام، والتي قالت فيها عن الفن: «قوة ناعمة ضد أفكار ضالة كافرة.. واللي جواه فن عمره في يوم ما يكره»، الفن مرآة المجتمع ولكن هذه المرآة دورها أن تشارك في تقويم كل ما هو أعوج، مهمتها أن تقدم رسالة تُصلح المشاهد وترشده للطريق الصحيح، الفن ليس تجارة فقط أو عمل يقدمه الفنان لمجرد الظهور الفن أسمى ومضمونه أهم، فأنت عزيزي الفنان تدخل لي إلى المنزل وتشاركني مائدتي، وتأخذ جزء من وقتي أنا وعائلتي لذلك عليك مسئولية مهمة إذا لم تدركها فاختفي فورًا، وتذكر عندما حمل الفنان محمد صبحي على عاتقه مهمة توجيه جيل كامل بأعماله المختلفة وعلى رأسها «عائلة ونيس» التي قدم فيها القيم والأخلاق والسلوكيات الحميدة وحب الوطن الذي بدأ من مجتمعه الصغير.

كما أذكركم أنه في المجتمعات التي لا تكون القراءة فيها هي سمة أصيلة، ويكون الفن هو الوسيلة الأساسية للترفية وفي ظل غياب القدوة وانحدار الثقافه العامة سنجد ونعرف أهمية الفن في تقويم سلوك المجتمع، فعندما خرج «عبده موته» بسلاح أبيض وقصة شعر غريبة الأطوار والأشكال قلده كل طفل وشاب في الأحياء الشعبية ونستطيع أن نقيس على ذلك الكثير من الأعمال التي قلدها الجمهور وقلد أبطالها، وذلك يدل على أن الثقافه العامة سمعية يبنيها الأفراد البسطاء على ما يشاهدوه من أعمال ويسمعوه من أغاني ومهجانات.

والسؤال المهم أيضًا أين أنتم من ما تقدمه وزارة الثقافة من المبادرات والحملات التنويرية التي غمرت محافظات مصر، وهدفها هو بناء إنسان يحمل الفن والثقافة والمعرفة، حملات تضئ كل ما هو جميل داخل الإنسان لبعود لإنسانيته، وأين أنتم من مسارح الدولة التي عادت وافتتحت أبوابها من العدم!!، هل يعقل أن تمر الأعياد تلو الآخرى والجمهور لا يشاهد إلا «العيال كبرت ومدرسة المشاغبين»!.

وبالنسبة لمن يعلق شماعته على الإعلام، فلو عاد بنا الزمن إلى الوراء، ونتذكر سويًا عندما كانت وزارة الإعلام تتولى زمام الأمور تنتج الأعمال الدرامية، وتوزعها على مدار العام والخطة التي كان يضعها الراحل ممدوح الليثي رئيس قطاع الانتاج، والذي شاهدته في حوار نادر ومهم له يقول فيه إن قطاع الإنتاج بوزارة الإعلام يضع خطة لكل ما سيعرض خلال العام، خطة تستهدف المجتمع بكل فئاته أطفال وكبار وشباب، فهناك الأعمال الاجتماعية والدينية والتاريخية، والفوازير التي فشل الجميع في تقديمها مؤخرًا، والخطة البرامجية التي كان يتم وضعها بعناية شديدة لتلائم الأذواق التي تختلف حتى في المنزل الواحد، وشرح كيفية انتاج عمل فني مشيرًا إلى أن العمل يمر بثلاث مراحل أهمها التحضير والانتهاء من كتابة السيناريو «اتفاجئتوا مش كده!!!» نعم عزيزي الفنان كانت أهم مرحلة هي الانتهاء من كتابة سيناريو معروف بدايته ونهايته، وليس كما يحدث حاليًا كتابة حلقتين ثم يكتشف الممثل والكاتب مع المشاهد إلى أين يذهب العمل بعد ذلك!!!.

وكشف أيضًا ممدوح الليثي عن كواليس اختيار الأعمال التي ستعرض خلال رمضان، تخيل!!، كان لرمضان طابعه الخاص في تقديم أعمال تتلائم مع طبيعة الشهر الكريم، وأكد أن القطاع كان لا يقبل تقديم أعمال متوسطة للمشاهد بل كان دائمًا ينتقي الأفضل للجمهور، ويبحث عن القصة والموضوع الذي يستفيد منه المشاهد، وكانت هذه الأعمال تحقق عائدات ضخمة وكبيرة، وكان الفن المصري حينها هو قبلة العالم العربي كله.

ولفت إلى أن هناك ما يسمى باقتصاديات صناعة الإعلام والسينما وهو الأمر الذي ربما لم يلتفت إليه أي منتج بعد ممدوح الليثي الذي كان شعاره «أغلى شئ في العملية الفنية هو الوقت» لذلك عزيزي الفنان الذي تعلق شماعتك على الإعلام عليك العودة للزمن الذي تولت فيه وزارة الإعلام زمام الأمور وقارن، ربما تطورت المعدات والصناعة ولكن تراجعت قيمة الفن وانحدرت وانحصرت في أعمال تجارية بحتة لا تهتم بقصة ولا رسالة، ومعها تراجع ذوق الشباب الذي أُجبر على مشاهدة أعمال جاءت الأخلاق فيها في المرتبة الأخيرة، هذا إن وجدت والرسالة فيها منعدمة والقيمة صفر، وعليك المقارنة بين الأجيال ربما تصلك الرسالة، وهنا لا أبرئ الإعلام بشكل كامل ولكن لنا عودة في مقال آخر.

مصر 2030 الرئيس السيسي إنجازات الرئيس السيسي انجازات الرئيس الرئيس عبد الفتاح السيسي الإعلام الفن الهابط أماني أبو عيسى ممدوح للليثي عمرو دياب حفلة عمرو دياب سعر تذاكر حفل عمرو دياب

مواقيت الصلاة

الإثنين 07:46 صـ
16 جمادى أول 1446 هـ 18 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:23
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:58
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr