حياة كريمة تحول المراشدة لقرية نموذجية تخدم 120 الف نسمة.

استحوذت محافظة قنا علي نصيب الأسد من حياة كريمة وتطويرقرى الريف المصري، وكان لها النصيب من ضمن 11 محافظة علي مستوي الجمهورية في دخول قرية نموذجية من خلال حياة كريمة.

تقع قرية المراشدة وهي إحدى القرى التابعة لركز الوقف غرب محافظة قنا، وسمي بالوقف لأن غلاتة الزراعية كانت موقوفة للحرمين الشريفين بمكة والمدينة المنورة لمدة مئات السنين، ويعتبر مركز الوقف أهم منطقة لوجيستية لتخزين الغلال في الصعيد، استمرت تبعية مركز الوقف لمركز دشنا حتى صدر قانون وزارة التنمية المحلية في نهاية تسعينيات القرن الماضي، ليكون مركزًا إداريًا مستقلاً.

وتضم المراشدة نحو 30 ألف نسمة من عدد السكان بينما تبلغ الكثافة السكانية لمركز الوقف وفقا لآخر إحصائيات بمجلس المدينة نحو 120 ألفاً، وتعتبر قرية المراشدة من القرى الطويلة حيث تمتد لحوالى 20 كيلو مترا بين مدينتى قنا ونجع حمادى، ويبلغ عرضها حوالى 2 كيلومتر .

قال العمدة عابدين بقرية المراشدة، ان تحويل المراشدة لقرية نموذجية ادخل حياة جديدة علي المواطن ليشعر ولاول مره بخدمات حقيقية تلمس أهم تفاصيلة اليومية.

وأضافت، انه تم بناء مجمع خدمات المواطنين بالقرية، والذي يخدم ابناء المركز بالكامل وليس قرية المراشدة فقط، مضيفا عابدين ان المجمع يضم العديد من الخدمات للمواطنين من بينها (مركز تكنولوجي - مكتب الشهر العقاري – مكتب التموين – مكتب تضامن اجتماعي – أحوال مدينة – وحدة محلية – مجلس محلي– مكتب بريد) بإلاضافة إلى استراحة للمواطنين، وتم إنشاؤه على مساحة نحو 500 مترً مربع، ويتكون من 3 طوابق.

وأضاف عابدين انه تم ايضا بناء مجمع الخدمات الزراعية والذي يتكون من (وحدة زراعية – وحدة بيطرية – مكتب إرشاد زراعي – مركز تجميع الألبان)، مشيرا إلى نقطة الإسعاف والوحدة الصحية بالقرية والتي تتكون من مبنيين على مساحة حوالي 1200م2.

حيث تم رفع كفاءتها بالكامل ضمن مبادرة حياة كريمة، وتطوير كافة الأجهزة والمعدات بالإضافة إلى أجهزة عيادة الأسنان والعيادات الخارجية والصيدلية والمعمل ووحدة تنظيم الأسرة بالمشروع الأوربي ويتوافر بها إستراحة مُخصصة للاطباء وأخرى مُخصصة للتمريض.

وأوضح عابدين ان الاهتمام والتغيير لم يكن فقط في قطاع الصحة والتعليم والخدمات ولكن ايضا علي مستوى الثقافة وتطوير العقول، حيث تم انشاء مكتبة حياة كريمة وهي أول مكتبة ضمن مشروع مكتبات بمحافظات الصعيد لتخدم أهالي قرية المراشدة بقنا، وتم تأسيسها تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي وبالتعاون بين مؤسسة حياة كريمة ووزارة الثقافة.

واشار عابدين إلى ان القمح يستأثر نصف المساحة المنزرعة في المراشدة، بينما تأتي محاصيل الكانتلوب والطماطم والذرة الشامية والذرة الرفيعة في المرتبة الثانية وتزيد نسبة محصولي القصب والبرسيم الحجازي على نحو 90 في المائة من المساحة المنزرعة.

وتشمل منطقة الاستغلال الزراعي في المراشدة، 6 مناطق، وهي المراشدة القديمة، وأنشئت عام 1982م على مساحة 3 ونصف ألف فدان، والجديدة وشباب الخريجين، كما يوجد بها عدة شركات خاصة وحكومية لاستصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي..

ويذكر أن على مدار 50 عاما لم يزورالقرية رئيس جمهورية واحد إلى أن جاء السيسي، حيث كان يعتزم زيارة القرية رئيسان سابقان هما جمال عبد الناصر وأنور السادات وهو الأمر الذي لم يتحقق ، حيث كان قدر قرر الرئيس جمال عبد الناصرعام 1968 زيارة القرية لافتتاح محطة “المراشدة” أكبر محطة ري في الصعيد لكنه لم يذهب لانشغاله بحرب الاستنزاف، كما انتظر الأهالي زيارة الرئيس أنور السادات لافتتاح مصنع سكر دشنا عام 1980 لكن طائرته هبطت بأرضية المصنع.

عانت “المراشدة” في جميع العهود السابقة من مافيا الأراضى الفاسدين، الذين استولوا على آلاف الأفدنة منها، ولكن في ظل العهد الجديد تم استردادها وتقنين اوضاعها، حيث تضم القرية 14 نجعا مثل نجع الجنية ونجع بيومي ومكي والقاضي، بخلاف النجوع الجديدة الواقعة فى نطاق الأراضى التى يتم استصلاحها، ويعمل أغلب أهلها فى مجال الزراعة، فيما يعمل بعض الشباب فى حرف وأعمال يومية بسيطة، كما أنها تضم عددا كبيرا من مدارس التعليم الأساسي.