19 نوفمبر 2024 04:41 17 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

حكايات وروايات أغرب من الخيال عن ”شجرة الدم” المباركة في قنا

شجرة الدم المباركة
شجرة الدم المباركة

يؤمن الأهالي في صعيد مصر بالعديد من الموروثات والمعتقدات والطقوس، التي يمارسونها إما طلبا للعلاج، أو الإنجاب، أو لنيل البركة.

شجرة الدم الوفية

ففي محافظة قنا ومن بعض المحافظات المجاورة، يتوافد المواطنون علي نجع الخولي الواقع بمركز دشنا شمالي قنا، كل يوم جمعة أسبوعيا لزيارة شجرة الشيخ نصر الدين، القابعة في ذات المكان بالقرب من ضريح الشيخ التي يرون فيها كرامة للشيخ حيث تبدو "شجرة النبق'"، هذه في اعتقادهم حزينة تنزف مادة تشبه الدم حزنا علي وفاة الشيخ نصر ، وهناك يقيم الأهالي طقوسهم لاستخدام تلك المادة التي تفرزها الشجرة، لعلاج الأمراض الجلدية خاصة من الأطفال وغيرها من الأمراض الأخري، والمساعدة في الإنجاب، والعلاج من الحسد والعين والسحر، والأمراض النفسية.

مراسم الزيارة

تبدأ زيارة الشجرة المباركة كما يطلق عليها، ومقام الشيخ نصر الدين، كل يوم جمعة من العاشرة صباحا ويستمر توافد الزائرين لما بعد صلاة الجمعة، وفي هذه الأثناء يمارس الزائرين والمتوافدين علي المقام والشجرة، بعض الطقوس بدخول السيدات إلي المقام، حيث تقوم سيدة تدعي الحاجة "هلالية" القائمة علي خدمة المقام بقراءة القرآن للأطفال والصغار والنساء والفتيات، وتقوم السيدات بالخروج للجلوس بجوار الشجرة وإشعال الحطب وإمرار الأطفال المحسودين علي الحطب المشتعل سبع مرات، اعتقادا منهن بأن ذلك يعالج الأطفال المحسودين.

استخراج الدم

من جانبهم قام الأهالي بعمل فاترينات صغيرة لبيع الأطعمة والحلويات والمشروبات للوافدين والزائرين للمقام والشجرة، وتقوم كل أسرة بتناول طعام الغذاء تحت ظلال الشجرة، ثم يبدأ الأطفال في تسلق الشجرة لاستخراج المادة التي تشبه "الدم" عن طريق قطع صغيرة من القطن أو القماش أو الأسفنج التي تمتص المادة "الدم" من داخل شقوق الشجرة.

روايات تاريخية

ذكرت الروايات التاريخية، أن شجرة السدر من الأشجار العتيقة فهي من أشجار الجنة في القرآن الكريم، وقد تم الانتفاع بها منذ القدم، سواء في عصر الفراعنة، وقد كان يستخدمها الأنبياء أيضا، ففي زمن نبي الله سليمان عليه السلام تم استخدامها، ولشجرة السدر مكانة كبيرة فى الدين الإسلامي، فقد ذكرت في القرآن الكريم، عدة مرات.

الفوائد الصحية للسدر

تتميز شجرة السدر أو "النبق" في المراجع العلمية بفوائدها الصحية، فثمارها تمد الجسم بكمية كبيرة من الطاقة، كما أن الصانعين للعسل يرون عسل نحل "النبق" من أجود الأنواع، أما بذورها فهي غنية بالبروتين كما تحتوي أوراقها على كمية كبيرة من الكالسيوم والحديد والماغنسيوم، بينما تدخل جذورها ولحائها في العديد من المستحضرات الطبية ويستخدم رماد الخشب في علاج لدغات الأفاعي.

ظاهرة علمية

يقول المهندس زراعي محمد موسي الباحث الزراعي، أن العلم يجزم أن المادة في تلك الشجرة هي إفراز طبيعي، ولكن أغلب الناس اعتقدت أنها دم حزن علي فراق الشيخ الشيخ نصر الدين، وأن العلم الحديث يجزم أن إفرازات شجرة النبق تشفى الأمراض وهي ظاهرة علمية عادية وليست معجزة، كما أن كافة أشجار النبق المعمرة، تخرج سائلا أحمر اللون، مشيرا إلي أنه من الثابت علميا أن ذلك السائل له القدرة على علاج الأمراض الجلدية، وأن شجرة الشيخ نصر الدين، من أقدم أشجار السدر أو النبق فى مصر.

الجدير بالذكر أن الشيخ نصر الدين، والمنتهي نسبه إلي سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه، والذي له ذرية في المغرب العربي، ومحافظة قنا، قدم لمدينة دشنا عام 665 هـ، وقام بزراعة هذه الشجرة في هذا المكان الذي كان مهجورا، قبل استقرار الشيخ فيه لنشر العلم، وبعد وفاته نزفت الشجرة "دما" علي فراقه وخاصة يوم الجمعة اليوم الذي مات فيه، كما أن كتبه ومخطوطاته دفنت أيضا في مقامه الذي يوجد بالقرب من الشجرة حتي الآن، وأن أحفاده يقومون بتجديد المقام كل 50عاما.

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 04:41 صـ
17 جمادى أول 1446 هـ 19 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:24
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:57
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr