من شاب جنتلمان إلى الشيخ العريان .. القصة الكاملة للشيخ جاد الكريم.. عاش عاريا في حفرة 60 عامًا في الصعيد
محمد فتحي مصر 2030يكثر في محافظة قنا خاصة والصعيد عامة الحديث عن أولياء الله الصالحين وكرامتهم وبركات زيارة مقاماتهم ويتوافد الأهالي عليها بشكل منتظم طمعا في نيل البركة وتحقيق الأمنيات من هؤلاء الأولياء علي حد زعمهم، ولعل من بين هؤلاء الأولياء الشاب الجنتلمان الذي تحول إلى الشيخ العريان في السطور التالية نستعرض القصة الكاملة للشيخ العريان.
مقام الشيخ جاد الكريم "العريان"
يوجد مقام الشيخ "جاد الكريم عبد الرحيم الحمداني" المقلب بالشيخ "العريان" الذي عاش 60 عاما بدون ملابس داخل حفرة بالقرب من منزل عائلته بعزبة "الناظر" بقرية "صوص" التابعة لمحلية البحري قامولا بمركز نقادة جنوبي محافظة قنا، والذي شيع جنازته بعد وفاته نحو 7 آلالاف من الأهالي والمتصوفة وأعضاء البرلمان والمريدون.
من الشاب الجنتلمان إلى الشيخ العريان
تسرد السطور التالية القصة الكاملة للشاب "الجنتلمان" الذي تحول إلى شيخ "العريان" مكث الشاب "عبد الكريم" في حمرة حفرها بنفسه بالقرب من شاطئ ترعة القرية ليظل فيها نحو 60 عاما.
حكايات الشيخ "العريان"
للشيخ "العريان" حكايات مثيرة تكاد تكون ضربا من الخيال بل وأحيانا يأبي العقل أن يصدقها لكن هذا هو الواقع بالفعل وتلك هي قصة الشيخ "العريان" الذي ظل يتوافد عليها المريدون من كل صوب وحدب من محافظة قنا ، والمحافظات المجاورة بل من الدول العربية يلتمسون نيل البركة من الراحل الشيخ "العريان" على مدار سنوات طويلة.
ففي عزبة "الناظر" بمركز نقادة جنوبي قنا توجد حفرة الراحل الشيخ "العريان"، والتي أقيم عليها مقام الشيخ العريان بعد وفاته والتي حيرت حكاياته ورواياته كل من يسمع عنها أو حتي من شاهده عن قرب قبل وفاته.
الشيخ الراحل "جاد الكريم عبد الرحيم جاد الكريم" الملقب بـ" العريان" والمتوفي عن عُمر ناهز الـ 80 عاماً الذي لقبه الأهالي بالشيخ العريان نظرًا لبركاته عليهم وقيامه بإخراج الجان والعفاريت لزواره الرجل الكهل عاش في حفرة بالقرب من أحد منازل القرية منذ ما يقرب من 60 عامًا دون أن يرتدي أي ملابس ليظهر عاريًا تمامًا فقد ذاع صيته ليس بين أبناء محافظة قنا وحدها بل امتدت شهرته لتصل إلى الكثير من الدول العربية حسب ما يردده أهالي قريته فالشيخ جاد الملقب بالشيخ العريان ذاع صيته في الكثير من المحافظات المصرية وعدد من الدول العربية تباركًا به وأصبح مزارًا للأهالي حيث يقوم بمعالجة الأهالي من "الجن والعفاريت والمس" من الشياطين ومعالجة السيدات التي تعاني من العقم وعدم الإنجاب.
روايات الأهالي
يروي الأهالي أن الشيخ "العريان" كان ممتنعا عن الخروج من حفرته منذ أن دخل بها ولا يخرج منها أبدا سوى لزيارة المرضي حيث لا يتحدث إليهم، فقط يقوم بالنظر إليهم ويعرف ما يريدون منه ويقوم بمعالجتهم فورًا دون أن يحصل علي أي مقابل لذلك سوي إحضار إفطار له والذي يتكون من "سمكتين لا يتم تسويتهم وزجاجتي مياه غازية وزجاجة عصير وقطعة خبز ، مؤكدين أن الشيخ "العريان" كان له مجموعة من النساء يساعدونه في إخراج الجن والعفاريت ممن يعانون من المس الشيطاني حسب أقوالهم، فالشيخ "جاد الكريم العريان" كما يطلقون عليه يُعد ظاهرة ربانية غريبة لن يصدقها إلا من يشاهدها فقط والذي مكث في حفرة مساحتها 2×4 متر مربع يقضي حياته كلها في بركة ماء عار الجسد تماما لا يستر جسده شيء طوال فصول السنة لا تهتز لديه شعرة ولا يؤثر فيه البرد أو تجبره نار الصيف على ترك حفرته التي سكنها منذ أكثر من 60 عامًا.
نقطة التحول ودخول مستشفى الأمراض العقلية
يوضح الأهالي في "عزبة الناظر" بمركز نقادة ، أن قصة الشيخ "جاد الكريم العريان" بدأت منذ طفولته حيث كان تلميذا بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة "صوص" الابتدائية ، وسافر مع والده للعمل بالقاهرة ليساعده في نفقات المنزل وأثناء تواجده بالقاهرة حدث معه شيء لا يعرف أحد له تفسيرا ، حيث أصيب بحالة هستيرية دخل على إثرها مستشفى الأمراض العقلية ، حيث أكد الأطباء أن"جـاد الكريم" في حالة اتزان عقلي ولا يوجد لديه أي نوع من أنواع الخلل ، وأن كل التصرفات التي تصدر عنه بعد دراسة حالته جيدًا، تؤكد أنها حالة ربانية لا يقوى الأطباء على إيجاد تفسير محدد واضح لها.
فترة الغياب والعودة إلى القرية
في تلك الفترة وتحديدًا في منتصف الستينيات من القرن الماضي لم يكن أهله قد استدلوا على مكانه ، بعد أن غاب عن المنزل إلى أن علموا أنه محتجز بمستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة ، ذهبوا لرؤيته وإعادته إلي بلدته وبالفعل عاد معهم ولكنه لم يعد إلى المنزل وإنما اتخذ من الشارع مسكنًا له فقام بحفر حفرة صغيرة على حافة قرية "دويح" التي تبعد عن محافظة الأقصر شمالًا نحو 10 كيلو أمتار مواجها تماما لـ "عزبة الناصر" ولم يكتف باتخاذ تلك الحفرة التي أنشأها بمساحة عرض 2 متر وطول متر واحد فقط على حافة الترعة بل قام بحفر حفرة ثانية داخل قريته بطول 4 أمتار وعرض مترين ثم مكث فيها عاريًا يجلس دائمًا في حفرته المطلّة على الترعة يصطاد الأسماك ثم يعطيها لفتاة في التاسعة عشر من عمرها وهي جارة له لكي تقوم بتحضيرها له ويعشق المشروبات الغازية فكلما ذهب أحد لزيارته يطلب منه أن يشتري له "كوكاكولا" ولا يكتفي إلا بثلاث زجاجات وإذا قرر أن يقبل المال من أحد فإنه لا يقبل إلا ثمن 3 زجاجات من الكوكاكولا.
حكاية السنانير والأطباء السبعة والعملية الجراحية في المنام
تُعد قصة ابتلاع الشيخ العريان 7 سنانير من التي تُستخدم في الصيد من أشهر القصص التي يتداولها أهالي عزبة " الناظر" والقرى المجاورة حيث تقول الحكاية أن الشيخ " العريان "ابتلع ذات مرة 7 "سنانير" من التي تستخدم في الصيد وكانت تؤلمه كثيرًا لدرجة أنه يقطر الدم من فمه جراء وجود السنانير في أمعائه وعجز الأطباء عن علاجه وباءت كل المحاولات المبذولة لعلاجه بالفشل ولما ذهب إلي مكان نومه واسترخى قليلًا إلى أن طلع الصباح وجدوه في حالة جيدة للغاية واختفى أي أثر للإصابات التي لحقت به ولما سألته والدته عن ذلك أخبرها بأن سبعة أطباء زاروه في المنام وأجروا له عملية جراحية لم يشعر بآلامها وأخرجوا له السنانير حتى أصبح في حالة جيدة.
كرامات الشيخ العريان
ومن كرامات الشيخ "العريان" ما يروونه عن أن أحد أبناء القرى المجاورة من العاملين بمحافظة البحر الأحمر وهو شخص متزوج ومقيم بمدينة الغردقة وكان غير قادر على الإنجاب رأى في منامه ذات ليلة أن الشيخ العريان يسدي إليه بعض النصائح ويأمره باتباعها حتى تكون طريقه إلى الإنجاب وبالفعل بعد اتباع الزوج للتعليمات وبإرادة الله رُزِق بالأطفال وبعدها بحث هذا الرجل عن الشيخ العريان الذي لم يكن يعرفه من قبل رؤيته في المنام إلى أن قام بزيارته وشكره.
يقول العمدة شاكر ، أحد أقرباء الشيخ العريان قال إن الشيخ الذي عاش في نجع دويح التابع لقرية الأوسط قمولا بمركز نقادة جنوبي قنا ، ظل صامتا منذ أن تحول من شاب "جنتلمان" بعد حصوله على الشهادة الإعدادية لشيخ يمزق الملابس ويعيش في حفرة دون غطاء حتى في ظل الصقيع.
الغريب في الأمر أن الشيخ جاد الكريم، رغم ما يثار عنه بين الأهالي في مركز نقادة ورغم زيارات الأهالي له بصفة يومية إلا أنه في الوقت نفسه كان يرفض أن يتحدث إليهم أو يقبل منهم أموالا أو هدايا تقدم له بل أنه كان لا يقبل أن يلتقط له أحد أي صورة مُطلقًا.
الشيخ" العريان" الذي ظل يزوره عشرات المواطنين يوميا خلال أيامه الأخيرة رفض أن يتناول الأدوية، وكان أحد الأطباء يضطر إلي إجراء الكشف عليه داخل حفرته التي يعيش فيها ليموت الشيخ "العريان" بعد 4 أيام فقط من مرضه ويتم تشييع جثمانه في موكب جنائزي مهيب حضره أقطاب المتصوفة ونواب البرلمان ، وزعماء القبائل وسط زغاريد النساء وإلقاء الحلوى من المنازل علي موكبه الذي استمر لمدة 3 ساعات سيرا علي الأقدام حتي تم دفنه في مقبرة عائلته الكائنة بالشيخ حمدان بمركز نقادة جنوبي قنا.
الخلاصة
ويبقي القول إن الشيخ "العريان" الذي وري جسده الثري ظل طوال سنوات طويلة لا يعرف أحد حقيقة أمره ما بين كونه أحد أولياء الله الصالحين أو أنه مجرد رجل أصيب عقله بعطب أفقده الحس والإحساس بالزمان والمكان وجعله يعيش في بركة ماء لا يفرق بين الشتاء والصيف ، ويقام على حفرته مقاما يتخذها الأهالي مزارا لنيل البركة وتحقيق الأمنيات.