محمود مختار.. محطات مضيئة في حياة رائد فن النحت
شرين جمال مصر 2030يُعد واحدًا من أبرز رواد فن النحت في مصر والعالم بأكمله فهو نجح في تصميم أعمال مميزة وفريدة جسد من خلالها القرية المصرية التي آثارت في حياته منذ ولادته، فهو استطاع ببراعة كبيرة أن ينقل حياته اليومية لأعمال فنية تركت بصمة خاصة في فن النحت، ونشأته في قرية ريفية ساعدته في أنه يجسد الحياة المصرية في أفضل صورة، إنه الفنان التشكيلي محمود مختار.
وتستعرض بوابة «مصر 2030» خلال التقرير التالي أبرز محطاته الفنية.
ولد محمود مختار، في 10 مايو عام 1891، بالمنصورة نشأ وسط عائلة ريفية وتأثر بشكل كبير بقصص أجداده عن الريف، فهو كان يقضي معظم أوقاته على شاطئ الترعة ومن وقتها ظهرت موهبته حيث كان يصنع التماثيل من طمى الأرض، ثم كان يأخذها إلى المنزل ليجففها في الفرن.
والتحق الفنان التشكيلي بمدرسة الفنون الجميلة الذي افتتحها الأمير يوسف كمال، في 13 مايو عام 1908 ووقتها كان «مختار» في السابعة عشر من عمره، وأجرى مقابلة مع ناظر المدرسة الذي رحب به بشكل كبير ووافق على انضمامه للطلاب.
سافر محمود مختار، عام 1911 إلى باريس وتتلمذ على أيدي نخبة من أهم رواد فن النحت ومو بينهم «كوتان»، و«انطونان مرسييه»، وبعد فترة قصيرة عاد لمصر ثم عاد مرة أخرى لباريس وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، اضطر أن يعمل فى مصانع الذخيرة لأكثر من 10 ساعات يوميًا لصنع القنابل.
واستطاع «مختار» أن يصنع ببراعة كبيرة تماثيل عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وذلك أثناء تواجده في باريس، وتم اختياره لمنصب مدير متحف «جريفان»، كما أنه ترك بصمة خاصة في عالم فن النحت حيث دعي عدد من المفكرين للعمل على تمثال نهضة مصر فى ميادين القاهرة، وجاءت فكرة التمثال للتعبير عن حالة اليقظة التي تشهدها بلاده.
ونظم محمود مختار، اكتتابا شعبيا بمساعدة الحكومة للعمل على التمثال، وبرئاسة حسين رشدى باشا، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء تم تشكيل لجنة وجمع الأهالي مبلغ قدره 6500 جنيه، وكان للسكك الحديدية دور فعال لإنها تبرعت بنقل جميع الإحجار من أسوان إلى القاهرة.
وتعطل العمل على تنفيذ التمثال حتى شغل سعد زغلول منصب رئيس للوزارة الشعبية، وحرص على تنفيذه لكن تعثر المشروع مرة أخرى، وتدخل البرلمان لمعرفة سبب التعثر ووفر المبالغ اللازمة للإنتهاء من المشروع، وبعد 13 شهرًا افتتحه الملك فؤاد وأزاح عنه الستار عام 1928.
ورحل الفنان القدير محمود مختار، عن عالمنا 27 عام 1934، تاركًا خلفه مشوار فني حافل بالاعمال المميزة، وقررت عائلته التنازل عن جميع أعماله للدولة، نقابل إقامة متحف لها وهذا ما حدث بالفعل، وأسست الدولة متحفًا لأعماله في حديقة الحربة عام 1962.