«يا بوي على فلوسي يا بوي».. شاهد لحظة بكاء وانهيار أحد ضحايا مستريح أسوان

«ولكنه ضحك كالبكاء»، يمكنك عزيزي القارئ أن تسقط هذا القول على بطل سطورنا التالية، والذي ظهر في مقطع فيديو يندب حظه متبسمًا، ويخفي بكاءه خلف ضحكات يملؤها أنين ساخر؛ فبعد ما أصابه من خسارة محققة لأمواله، أضحى يهمهم بكلمات ظاهرها الرحمة، والضحك، وبطانها القهر، والحزن، والندم.

هذا هو المواطن الأسواني الذي لم نتمكن في «بوابة مصر 2030» من تحديد هويته، غير أننا علمنا قصته، تلك القصة التي تكررت عشرات، بل آلاف المرات، لأولئك الذين غرَّهم المكسب دون الشقاء، وتكبد الصعاب، فنسوا سنة الله في عمارة الأرض بالكد والشقاء، ورنوا إلى مكسب سريع بلا جهد، أو عناء، فكانت النتيجة حسرة في قلوبهم، ومنهم من كاد يفقد عقله، ومن فقد بيته وهدمته الديون، لتظل سنة الله هي الحاكمة وسبيل النجاة للعيش في رغد وإن كان بسيطًا.

«بعت غوايش مرتي»

«يا بوي على فلوسي يا بوي»، بهذه الكلمات التي تشبه نياح النسوان عند فقد عزيز لديهن، أخذ هذا الرجل الأربعيني يبكي مظهرًا ابتسامة تعلو وجهه، ويكمل قائلًا: «ادوني ورقة بتاعت جطر ولا نافعة جطر ولا نافعة ...، اللى كايدني، واللي دابحني بعت غوايش مرتي، وزعلانين أنا ومرتي وبعنا الحلجان، فلوسي مخلطة حرام وراحت في حرام، يا بوي على فلوسي يا مندور، هروح بيها جبري، سلمتهاله بإيديا دي».

تلك الكلمات التي بات ينشدها في مجلس الأصدقاء، يشكي حاله لرفقاء ضحكوا عليه فما واسوه، واعتبروا به، فما ذاقوا خسارته، ليبدي ندمه على ما وقع فيه من السعي للحصول على مكسب سريع هو من الربا المحرَّم؛ وضاع ماله الأول إن كان من حلال، ولم يصل إلى ماله المنشود من الحرام، فأضحى عبرة لغيره ممن يسعون إلى تحقيق مكسب سريع سالكين طريق الربا، مبتعدين عن طريق العمل والبناء، وعمارة الأرض، التي استخلفنا الله فيها.

نعرض لك عزيزي القارئ هذا المقطع لترى بنفسك كيف يصل الطمع بصاحبه، وكيف تنهار بيوت كانت عامرة، آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من عند الله، فكفرت بأنعم الله، وسلكت مسلكًا يغضب رب العزة، فهلكت، وأصبح أهلها من النادمين؛ فخذ حذرك ولا تثق في أي شخص مثل مستريح أسوان يزعم أنه قادر على منحك أموالًا مضاعفة في فترة زمنية بسيطة؛ فلو وجد هذا السر لذهبت إليه حكومات الدول الفقيرة لينتشلها من الفقر.

اقرأ أيضًا: بالفيديو.. كيف استدرج مستريح أسوان ضحاياه بأرباح 100%